على أثر خائفٍ أتعقَّبُ ضاحية من مجانينَ فرُّوا إلى داخلي وأترقَّبُ عيْنيَّ كي أتعرَّفَ فيهم: على الهاربينَ من الحرْب، والمتعبين من الحبِّ، والباحثينَ عن الله! كي لا تصفَّ الإشاعات أولادها وتعلمهم أن يعودوا إلى التسميات. ولا أتحدَّثُ في الليلِ عنْ قاتلٍ تائهٍ أو حروبٍ محرَّرةٍ من نوازعها! * * * أتعقَّبُ ضاحية من مجانينَ كانوا جنوداً، قبْل أن تهدمَ الحربُ آبارَهم، أتعقَّبُهم يَنْقلونَ معدَّاتِهم لمعاركَ ضدَّ سماءٍ برأسي! * * * على غيمةٍ تحْضنُ التركاتِ، هرَّبتُ موتي، لتمْسحَ أمطارُ مرْثيتي قبَّعاتِ المجانينَ منْ صرخاتٍ تُشَتِّتُهم نحْوَ عهْدي القديم، ولا دمْعَ يروي عن الله سيْرَتَه في الحروب. فمي عاطلٌ يتسلَّل منهُ كثيرون، ممَّن يشيعون في المنسيات فمن سيحدِّثهم عن جنوني سوى خطأ يدَّعيني لينكرني في المآل؟
محمد مظلوم شاعر ومترجم عراقي، ولد في بغداد منطقة الكرادة من مواليد 1963، أكمل دراسته الجامعية فى بغداد. لاقى أهوال الحياة العراقية كغالب أبناء جيله داخل العراق وخارجه، فكان جندياً ...