ها هو نهر الزمن يجرفك ... و الاشجار تلوح بأذرعها الشبحية الرياحية "وداعا"مرسومة بالاخضر... و العصافير تعول بمناقيرها المكسورة ... و انا اتامل المياه تغمر وجهك الذي كان يوما منارتي ... و لا اقول شيئا ...لكنني اتثائب *** لقد الفت هذا المشهد و كنت اعرف منذ البداية انني وجدتك لاضيعك و احببتك لافقدك فقد التقينا مصادفة و انت ذاهب الى فرحتك بمجدك ... و انا راجعة من ضجري بكل ما يفرحك الآن ... و كنا سهمين متعاكسي الاتجاه و كان لا مفر من الوداع كما اللقاء ... *** اودعك بغصة صغيرة .. فلحظة عبر كل منا صاحبه اضاءت الدنيا كلها لبرهة كما البرق المفاجىء في سماء صيفية ... و شاهدت حقيقي الهشة .. و حقيقتك الهزلية و لكن أمطر الحب دفئا ... و في الاعصار امتزجنا و توهمت العناصر ان لا فراق لنا ... جميل اننا التقينا و مريح اننا افترقنا ...و دخلنا في التثاؤب...
غادة أحمد السمان كاتبة وأديبة سورية.ولدت سنة 1942م، في دمشق،ضمن عائلة شامية عريقة. والدها أحمد السمان الذي كان رئيس جامعة دمشق كما استلم منصب وزير التعليم السوري لفترة قصيرة، ووالدتها ...