الديوان » لبنان » أمين تقي الدين » يا جارة البحر العظيم سؤالا

عدد الابيات : 42

طباعة

يا جارةَ البحرِ العظيمِ سُؤالا

أَشأَوْتِ جَارَك أَمْ شآك جلالا

صنوانِ إمّا عشتما ورحِبتما

لو لم يَضِق عمَّا وسعتِ مجالا

قومي نساجلْ في الفَخار ونحتكمْ

للدهر أذ كان الفَخار سِجالا

يطغَى فيدفع ضلّةً أمواجه

وصفوتِ لم يترك هُداك ضَلالا

نقل النهى معْ موجه ونقلتِها

بتموجاتٍ في الأثير تتالى

وهدى رجال فِنِيقِيا سبل العُلى

وبعثتِنا في العالمين رجالا

هو في القديم سمت به أفعاله

وأراك أَسمى في الجديد فَعالا

ما العز للباقي على أمجاده

كالعز للماضِي بها استرسالا

يا جبرُ والجار العظيم كما ترى

أيٌّ أجلُّ على الزمان نوالا

هي أكبّرتْكَ فَمَثَّلَتْ بك مجدَها

إذ كنتَ للقلب الكبيرِ مِثالا

ولو أنه راعى الجوارَ وحقَّه

هدى لآلِئَه إِليكًَ وغالى

ليس الجمالُ بلؤلؤ يُزهى به

الشيبُ أبهى في الرؤوس جمالا

والدرّ أسنى منه في لألائِه

نَفْسٌ كنفسك بالهدى تتلالا

عِظَمٌ وقفتَ خلالها ونحوتها

عِظماً فكنتم في العُلى أمثالا

أنتم ثلاثة أبحُرٍ بَعُدت مدىً

هِيَ وَهْوَ أمجاداً وأنتَ كمالا

طالعتُ أيامي وطُفتُ بساحها

أبغي شَبابي يَمنَةً وشمالا

قَسَماً بضاحِكَة المنُى وعهودِها

لم أَلقَ إلاّ ما دعَوه خيالا

إني أفقت مِن الصّبى فإذا الصبى

ذِكرى مُنىً زالت وعهدٍ زالا

أشهى لديَّ من الشباب وعَودِهِ

أدبٌ نشأتُ به فصار خِلالا

أنا إن نسِيتُ الرائعاتِ من الصّبى

لم أنسَ فيها العالِم المفضالا

الشيخَ إن شئت الرجالَ لعلمهم

والطفلَ إن شئت الرجالَ خصالا

لو كافأتْ أمّ اللغاتِ جهادَه

في نفعها ضَرَبَتْ به الأمثالا

أفشى لنا سرَّ البلاغة علمُهُ

بعضُ الذي يُفشي يكون حلالا

نَهَج الزمانُ جديده فانهجْ بِنا

لُغةً تُشاكل من زمانك حالا

عرضَ اللغات أًولها من صانه

فليمضِ تجديداَ وينعم بالا

إِنّا لفي زمنٍ كأنَّ أديبه

حسِبَ البيان مجانةً ودلالا

الغمدُ أمسك بالفرِنْدِ فلم يَسِل

والغمد أعياه فذاب وسالا

ليتَ الأُلى اتَّخذوا التجدُّدَ دأبَهم

قالوا بما أُستاذنا قد قالا

وطني وهذي الدارُ مأسدةٌ به

فلطالما ولدت له الأشبالا

عرف الجميلَ فصانَهُ في قلبه

وأباحها من نفسه الإجلالا

مَن مبلغ الغربَ الجديدَ تحيةً

ألشرقُ يُرسلها إليه مَقَالا

إن الذين عَنُوا بنا من آله

صاروا لنا يومَ المفاخر آلا

أعظمْ بهم قوماً كأنّ نفوسَهم

خُلِقت لتخلُقَ مثلَها الأبطالا

ألأسخياء بما حوت أيمانُهم

فإذا عَدَاك العلمُ جئتَ المالا

يا بنتَ فاتنة الزمانِ بِعلمها

عالى الزمان بها وليس تعالى

مشت النُّهى في رحب ساحِك حُرةً

فمّا فككتِ عن النهى الأغلالا

المستقلُّ بنفسه لك نفسُهُ

أنتِ التي علمت الاستقلالا

عجبي لحاملة الصليب إلى الهدى

إني حملت مع الصليب هلالا

عوذت باسم العلم مجدك مِن أذىً

يَصِم الكريم ويثلبُ الأفضالا

يا معمل الأخلاق حسبكِ إننا

كنا لِما علّمتِنا عُمّالا

البحر جارُك لو قضى لكِ ذمةً

وقضى لجبرٍ ذِمةً تتوالى

أعطاني الدرر الغوالي منحةً

فصنعتُها لكليكُمَا تِمثالا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين تقي الدين

avatar

أمين تقي الدين حساب موثق

لبنان

poet-amin-taqi-eddin@

86

قصيدة

39

متابعين

أمين بن سعيد بن محمود بن حسين تقي الدين محام وصحفي وشاعر وکاتب لبناني ولد سنة 1884م، من أهل بعقلين بقضاء الشوف، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة ...

المزيد عن أمين تقي الدين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة