الديوان » لبنان » أمين تقي الدين » سلمت فارتجل الرضى وتبسما

عدد الابيات : 24

طباعة

سَلَّمتُ فارتجل الرضى وتبسّما

أرَأيتَ كيفَ القلبُ يَسَبِقِ الفما

عبِثت صفاوةُ نفسِهِ بِوَقارِهِ

وتقسّماه فليس أروَعَ منهما

ومشى إليّ ففي خُطاه رَصانةٌ

وكأنما يطأ الطريقَ ترسُّما

متأنقٌ بادي الرواءِ حسِبتُه

أخَذَ الأناقة والرُّواء عن الدُّمى

حيَّاك قبل لسانِهِ بفؤاده

لمَّا أطلَّ من العيون وسَلَّما

الحبُّ ما نشرتْ أسِرَّةُ وجهِهِ

واللُّطْفُ ما وهبَ اللسانَ وقَسَّما

صدق الحكيمُ فلِلمروءة مجدُها

ومن المروءة أن تعفّ وترحما

نزَّهت فضلك بالعفاف فصنتَه

وعصمتَ جاهك أن يُنال فيُثلَما

الطبُّ من نِعم السماء على الورى

فادعُ الطبيب كأنما تدعو السما

لبّاك يحمل علمَهُ وفؤادَه

هذا الحنانُ طوى وذاك البلسم

عفّ اليدِ السمحاء تُبسط للنَّدى

وأبى عليه حياؤه أن تلثما

عف اللسان يرى الفصاحةَ سُبّةَ

في ما حدا بالظرف أن يتجهّما

عفّ السماع عن النميمة خلته

وهو الفصيحُ غدا الأَصمَّ الأَبكما

نادمته فهو الكياسةُ جملة

وبَلَوتُه فهو الإباءُ مجسَّما

في محفلٍ وفد الجموعُ لساحه

كالسيل مندفعاً على الشعب ارتمى

وفدوا ليستمعوا فما استمعوا إلى

أسمى معانَي أَو أَحبَّ تكلُّما

أثنى على الأخلاق فاذدكروا به

عيسى وقد خَطَبَ الجموعَ وعلَّما

واستنفر الحريةَ الحمراء في

كِلمٍ كأن حروفَها قطرت دما

تجري على ألفاظِهِ نبراتُه

كَمُرَتّلٍ غنّاك سورةَ مريما

بتنا يساقطُنا البيانُ كأننا

بتنا يساجلُنا الهزارُ مُرَنّما

في ناظرَيه فصاحةٌ كلسانِهِ

لم تدرِ بينهما الخطيبَ المفحِما

يمشي النعيمُ إليك عند رضائه

وتُنير غضبتُه لديكَ جهنَّما

هذا فقيد اليومِ أَصبح يومُه

كالأمسِ يدركه الخيالُ توهُّما

ليتَ البيان أطاعني فرثيتُه

بأجلَّ ما يوحي البيانُ وأعظما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين تقي الدين

avatar

أمين تقي الدين حساب موثق

لبنان

poet-amin-taqi-eddin@

86

قصيدة

39

متابعين

أمين بن سعيد بن محمود بن حسين تقي الدين محام وصحفي وشاعر وکاتب لبناني ولد سنة 1884م، من أهل بعقلين بقضاء الشوف، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة ...

المزيد عن أمين تقي الدين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة