الديوان » لبنان » أمين تقي الدين » امنح فؤادي أجنحا فيطيرا

عدد الابيات : 42

طباعة

اِمنَحْ فؤادي أجنحاً فيطيرا

وَتَرى اللسانَ لديه صار بَشيرا

واطلقِ يراعيَ في ثنائك بُرهةً

يتبعْهما إذ لا يزال أسيرا

حَتَمت عليَّ صفاتُك الغرّاء أَن

أَقِفَ الزمانَ لها اللسانَ شكورا

والعارُ أن يقف الفتى شيئاً على

مَرْءٍ ويطلبَ بعدهُ تغييرا

لَستُ الأمينَ إذا نَذَرْتُ مدائحي

وأَنَا الأمينُ إذا وَفَيتُ نُذورا

أَيقَالُ عني قد نكثتُ مواعدي

إن كنتُ أَشكو في ثَنَاك قُصورا

لا لا أُلامُ إذا قَصَرتُ وَإِنما

إن كنتُ أسكُتُ لم أَكنْ معذورا

من كان تُغِرقُه السواقي كيف لا

يشكو العَيَاءَ إذا أراد بُحُرا

وأنا فَتَى لي في القريضِ سجيّةٌ

خالفتُ فيها البحترٍيْ وجَريرا

لا أمدَح الرجلَ الكريمَ لبُغَيةٍ

قُطِع اللسانُ إذا نطقتُ الزُّورا

مولايَ بعضُ القوم يُثني إِنًّما

يَبْنِي مشارفَ في الثَّنا وقُصورا

حتى يقالَِ فلانُ تُنطقه اللِّهى

والميل نَسْقٌ في الطروسِ سطورا

ولكلّ نفسٍ مأربٌ بأَمِيرِها

تُطرِي وتَطْوي للأُمور أُمورا

طَبْع الأنامِ على الهَوى فتأمّلوا

غاياتِ من قد أحْسَنَِ التعبيرا

ولربما نشر الفَتَى غيرَ الذي

يَطوِي وقال مِنَ القيل كثيرا

أَمَّا أنا فالصّدق حَلْيُ قصائدي

مَا قُلتُ شيئاً لم يكُنْ مَشْهورا

أُثني عليكَ ولا قَرابَةَ بَينَنَا

كَلاَّ ولستَ عليّ أَنتَ أَميرا

لا أبتَغي منكَ الحَزَاءَ أَوِ النَّدى

أَوْ أن أَراكَ ليَ الحياةَ ظَهِيرا

لكنًّني أحْكِي الحقيقةَ والذي

أُثني عليكَ بِهِ غَدَا مَنْشُورا

هذي بِلادُ الشرق قد عَرَفَتْكَ مُذْ

رَبَّتْكَ في مَهْد العَلاءِ صَغيرا

هذي بِلادُ الغَرْب فَضْلُكَ مُنطِقٌ

بِثناك فيها أهلَهَا والدُّورا

يُثْنِي عليك بَنُو السيّاسةِ في الورى

إذ كنتَ في سِرّ الأمور بصيرا

يُثْنِي عليك بنو المَعارِفِ والحِجَى

إذ كنتَ في كلّ العلومِ خَبيرا

يُثْني عَليكَ المُعدَمون لأنًّهم

عَرَفوك غَيثاً بالعطاءِ غَزيرا

يُثْنِي عليك من ابتلى في نَكبَةٍ

إذا كنتَ في آنِ البلاءِ صَبُورا

يُثْنِي عَليكَ من ذَوُو المروءةِ والوفا

إذ كنتَ في نَجْحِ البلادِ غَيُورا

يُثْنِي عَليكَ ذَوُو الطَّهارةِ والتُّقَى

إذ كنتَ بَرّاً لا تزال طَهورا

يُثنِي عَلَيك أُلو الغوايةِ في الورى

إذ كنتَ بَدْراً للخُطَاةِ مُنيرا

يُثْنِي عَلَيكَ جميعُ مَنْ عَرَفوك ما

بينَ الوَرى للمستجيرِ مُجيرا

إنْ يَمدحوك فإنَّ فضلَكَ لم يَزَلْ

في الناسِ يُنطِقُ ألْسُناً وصُخُورا

أَخشى عليَّ إذا مَدَحتُ فإنما

تُعيي صِفاتُكَ شاعراً مَشْهُورا

إنْ كانَ في نَيْلِ الكثيرِ صُعوبةٌ

فَعَلى الأقلّ أنالُ منه يَسيرا

فإليكَهَا غيداء عطًّرَها الثَّنا

فَغَدتْ تُباهي المِسْكَ والكافورا

جَلَبت عليكَ ومِنْ عوائد أهلها

أنْ لا تُميطَ عن الوجوهِ ستورا

عدِمَتْ نظيراً في الجمالِ وإنها

قد شابَهَتْكَ فقد عدِمتَِ نظيرا

ولذاك قد خفّت إليك لَدُنْ رأت

حِمْلَ النظير على النَّظير كثيرا

وَافَت تَبُثُّكَ دِخْلتي فَأْنَا فَتىً

فِي قلبِهِ حُبَّيكَِ شَبَّ سَعِيرا

أهواكَ يا رجلَ التواضُعِ لا أرى

قَلبي لغيركَ في الْهَوَى مأسُورا

في كلّ جارحةِ هَواكَ ثَوَى لِذاً

أهتزُّ إنْ ذَكَرُوكَ لي مسْرورا

حدًّثتُ قَلْبي في سُلُوّك سَاعةً

قال السُّلُوُّ قَد اغتَدِي مَحظورا

إن لُحتَ في أنسانِ عَيني لَمْحَةً

أنْسَتْهُ طلعتُك الظِباءَ الحُورا

فانزِل عيوني تستنرْ بِهُداك إذْ

مِن عادةِ الأبصار تحوي النُّورا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أمين تقي الدين

avatar

أمين تقي الدين حساب موثق

لبنان

poet-amin-taqi-eddin@

86

قصيدة

39

متابعين

أمين بن سعيد بن محمود بن حسين تقي الدين محام وصحفي وشاعر وکاتب لبناني ولد سنة 1884م، من أهل بعقلين بقضاء الشوف، تعلم ببيروت، وأقام زمناً بمصر فأنشأ فيها مجلة ...

المزيد عن أمين تقي الدين

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة