عدد الابيات : 34

طباعة

أَإِذا أَنشَدتُ يوفيكَ نَشيدي

حَقَّكَ الواجِبَ يا خَيرَ شَهيدِ

أَيُّ لَفظٍ يَسعَ المَعنى الَّذي

مِنكَ أَستَوحيهِ يا وَحيَ قَصيدي

لا يُحيطُ الشِعرُ فيما فيكَ مِن

خُلقٍ زاكٍ وَمِن عَزمٍ شَديدِ

كَمُلَت فيكَ المُروءاتِ فَلَم

يَبقَ مِنها زائِدٌ لِلمُستَزيدِ

أَيُّها القائِدُ لِم خَلَّفتَنا

وَلِمَن وَلَّيتَ تَصريفَ الجُنودِ

أَقفَر المَيدانُ مِن فُرسانِهِ

وَخَلا مِن أَهلِهِ غابَ الأُسودِ

خَمدَت نارٌ لَقَد أَضرَمتَها

لِعِدىً كانوا لَها بَعض الوُقودِ

وَالحِمى قَد ريعَ يا ذُخرَ الحِمى

وَغَدا بَعدَكَ مَنقوصَ الحُدودِ

لَم أَكُن قَبلَكَ أَدري ما الَّذي

يُرخِصُ الدَمعَ وَيودي بِالكُبودِ

إِنَّ يَوماً قَد رُزِئناكَ بِهِ

جاعِلٌ أَيّامَنا سوداً بِسودِ

هَلَكَت نَفسُ الأَودَّاءِ أِسىً

فيهِ وَاِرتاحَت لَهُ نَفسُ اللَدودِ

كُلُّ بَيتٍ لَكَ فيهِ مَأتَمٌ

يَندُبُ الناسُ بِهِ أَغلى فَقيدِ

لِلمُناجاةِ صَدىً مُرتَجَعٌ

في بِلادِ العُربِ سَهلٍ وَنُجودِ

بَرَزَت فيها المُصوناتُ ضُحىً

صارِخاتٍ قارِعاتٍ لِلخُدودِ

وَا حبيبَ الأُمَّةِ قَد يَتَّمتَنا

يا أَبا كُلِّ فَتاةٍ وَوَليدِ

صَعَّدوا مِن لَوعَةٍ زَفراتِهِم

فَأَذابَت قاسيَ الصَخر الصَلودِ

جَعَلوا مِن كُلِّ صَدرٍ مَسكَناً

لِاِرتِفاعٍ بِكَ عَن سُكنى اللُحودِ

كُلُّ قَلبٍ لَكَ فيهِ مصحَفٌ

فيهِ مِن ذِكرِكَ قُرآنُ خُلودِ

سوَرٌ قَد فُصِّلتُ آياتها

لَم تَزَل تُتلى عَلى الدَهرِ الأَبيدِ

أَيُّها القائِدُ هذي ميتَةٌ

طالَما رجَّيتها مُنذُ بَعيدِ

مَصرَعُ الأَبطالِ ما بَينَ الحَديد

في المَيادينِ وَرَفّاتِ البُنودِ

هذِهِ أَعراسُهُم صَخّابَةٌ

نَقرَةُ الدَفِّ بِها قَصفُ الرُعودِ

فَيُرَوُّونَ الثَرى مِن دَمِهِم

وَيُحنُّونَ بِهِ كَفَّ الصَعيدِ

وَيُزَفُّونَ عَلَيهِم حُلَلٌ

مِن نَجيعِ الحَربِ تُزري بِالبُرودِ

هُم تَعاويذُ الحِمى يُقصى بِهِم

عَنهُ مَكرُ السوءِ أَو كَيدُ الحَسودِ

تَحرِقُ العاتيَ أَنفاسُهُم

وَيُذيبونَ بِها غُلَّ القُيودِ

وَعَلى أَكتافِهِم تُجنى المُنى

وَيُشادُ الصَرحُ لِلعَيشِ الحَميدِ

يا شَهيداً قَد تَخِذنا قَبساً

مِنهُ يَهدينا إِلى النَهجِ السَديدِ

مَثَلٌ أَنتَ وَما أَن تُنتَسى

لا تَني تَرويكَ أَفواهُ الوُجودِ

مُتَّ في الحَربِ شَريفاً لَم تُطِق

رَبقَةَ الأَسرِ وَلا ذُلَّ العَبيدِ

هكَذا العارُ مَريرٌ وَردىً

وَالرَدى لِلحَرِّ مَعسول الوُرودِ

وَا حَبيبَ الأُمَّةِ قَد أَصبَحَ ال

عيشُ مِن بَعدِكَ لي جِدَّ نَكيدِ

جَمِدَ الدَمعُ بِعَيني جَزعاً

يا لِنارِ القَلبِ مِن دَمعي الجَمودِ

فَأَذَبتَ الروحَ أَبكيكَ بِها

بَدلَ الدَمعِ فَسالَت في نَشيدي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحيم محمود

avatar

عبد الرحيم محمود حساب موثق

فلسطين

poet-abdalrahim-mahmoud@

34

قصيدة

1

الاقتباسات

122

متابعين

عبد الرحيم محمود حوالي ثوري وشاعر فلسطيني، ولد في بلدة عنبتا إلى الشرق من طولكرم عام 1913م . وأنهى دراسته الابتدائية في بلدته عام 1925، وأكمل دراسته المتوسطة في مدينة طولكرم، وأنهى ...

المزيد عن عبد الرحيم محمود

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة