عدد الابيات : 33

طباعة

عداكِ الأسى . إنَّي لَمْحْتَرِقِ الحشا

ومازِلْتُ أَشْدو في هواكِ وأَطرَبُ!

وما زِلتِ عندي فِتْنَةً عَبْقَرِيَّةً

لها كلَّ حينِ في حَنايايَ مَأُرَبُ!

وما زِلْتُ أَصْبُو للْهيام مضى بِنا

نَشاوى. فما نَشْكو ولا نَتَعذَّبُ!

حياة تناءَتْ واسْتَقَرَّتِ بِحُفْرَةٍ

مُفَزَّعةٍ.. نِيرانُها تَتَلهَّبُ..

فأَمَّا أنا .. فالصَّرْمُ كانَ فَجِيعةً

مُزَلْزِلَةٍ يَطْوِي بِها اللَّيْثَ أَرْنَبُ!

وأمَّا التي أَشْقَتْ فَظَلَّتْ سعيدةً

بِشِقْوةِ قَلْبِ .. وهي تَلْهو وتَلْعَبُ..!

عَجِبْتُ لها كانَتْ تَذُوبُ صبابَةً

وتَشْدو بَحُبُّ مُشْرِقٍ غَيْرِ مُغُرِبِ!

أكانَ لديها الحُبُّ زَيْفاً وخُدْعَةً؟!

وكانتْ لَعُوباً تَسْتَهِيمُ فَتكْذِبُ؟!

لها الوَيْلُ أدْمَتْ. واسْتَحَلَّتْ. وغادَرتْ

وفي القَلْبِ منها جَذْوةُ تَتَلهَّبُ

ولو كنتْ ذا ذَنْبٍ لَهَانتْ . بَلِيَّتي

عليَّ . ولكن أكُنْ قَطُّ أُذْنِبُ!

أيا حُبُّ مالي عَنْكَ في الأّمْسِ مَهْرَبُ

ويا حُبُّ مالي عَنْكَ في اليَوْم مَهْرَبُ!

كِلا اثْنَيَهْما كانا شجُوناَ عَصُوفةً

عَلَيَّ. وما أجْدى عَلَيَّ الَتَّنكبُ!

تَجَلَّدْتُ أَطْوي الحُبَّ عن كل شامِتٍ

فَهَلْ سوف يُجْدِ يني ويُخْفي التّنَقُّبُ؟!

وقالت فتاةٌ ذاتُ حُسْنٍ وعِفَّةٍ

وزانَهُما مِن بعيد ذاكِ التَّحجُّبُ!

عَرَفْتُ التي تهْوى . وكَانَتْ تَبَطُّراً

وكِبْراً ومَكْراً .. فهي ذِئْبٌ وثَعْلَبُ!

أَضَلّتْ كثِيراً. فاسْتَبَدَّتْ ودَمَّرَتْ

وما كان يَثْنيها عن الغَيَّ مَعْطَبُ!

فَقُلْتُ لها يا هذِهِ رُبُّ كَوْكَبٍ

وَضِيءٍ طَواهُ بَعْد ذِلِك غَيْهَبُ!

فَلَمْ يَلق قَلْباً مُشْفِقاَ . فَهْوَ قَسْوَةٌ

ولم يَلْق قَلْباً ثابتاً .. فَهْوَ قُلَّبُ!

ويا رُبُّ حُسْنٍ مُخْصِبٍ. وثِمارُهُ

وأَزْهارُهُ سُمٌّ سَقَتْناهُ عَقْرَبُ!

إذا كُنْتِ تُغْوينَ الُّسراةَ إذا رَنَوْا

إِلَيْكِ لِيَسْتَهْدوا. فما أَنْتِ كَوْكبُ!

فقالتْ دَعي عَنكِ الهُراءَ فإِنَّني

بِمَمْلَكتِي هذى أَتِيهُ وأَعْجَبُ..!

وقد يَسْتَوي عِنْدي المُدِلُّ بِنَفْسِه

بِراعٍ حَقيِرٍ. كلُّ دُنْياهُ سَبْسَبُ!

أُذِيقُهُما سوءَ العَذابِ فَناشِجٌ

ومُبْتَسِمٌ مما يُلاِقِي .. ومُغْضَبُ!

يقودُ لَدَيَّ المِخْلَبُ الصَّانِعُ الرَّدى

فما هو فَتَاكٌ. ولا هو مِخْلَبُ!

ولكِنَّه العُصْفُورُ يُدْمِيهِ صَقْرُهُ

فَمأْكَلُهُ مِنْه الهَنِىءُ .. ومَشْرَبُ!

وما الحُسْن إلاَّ سَطْوَةٌ وتَنَمُّرٌ

وما هُو إلاَّ مَغْنَمٌ وَتَكَسُّبُ.!

فللعاشِقِ المُرْتاعِ يَوْمٌ مُرَفَّهٌ

ولِلْوَاغِلِ المَفْتُونِ يَوْمٌ عَصَبْصَبُ!

رَبِيعي رَبيعٌ لا خَرِيفَ وراءَهُ

فما أنا أخْشاهُ. ولا أَتَهَيَّبُ!

ومَرَّتْ بنا الأيامُ فانْهارَ رُكْنُها

وما عادَ يَلْقاها الهوى والتَّشَبُّبُ!

وما عادَ يُجْديها الشموخُ مُنَدَّداً

عَصُوفاً.. وبَزَّتْها الرَّبابُ وزَينَبُ!

بَكَتْ وانْحَنَتْ تَبْكي .. ويا رُبَّ مَدْمَع

يَسيلُ فَيَشْفي رَبَّهُ حِين يُسْكَبُ!

ومَجَّدْتُ رَبَّي يَوْمها مُتَزَلَّفاً

إليه فإنَّي ضاحِكٌ. وهي تنْدُبُ!

أأُسطورَةٌ هذى.. وإلاَّ حَقِيقَةٌ؟!

وهَلْ أَنا لاهٍ في الهوى .. أَمْ مُجَرَّبُ؟!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد حسن فقي

avatar

محمد حسن فقي حساب موثق

السعودية

poet-mohamed-hassan-faqi@

99

قصيدة

128

متابعين

محمد حسن بن محمد بن حسين فقي،أديب وكاتب وشاعر سعودي. ولد في مدينة مكة المكرمة سنة 1914م، تلقى علومه بمدرستي الفلاح بمكة المكرمة، وجدة، وتخرج من مدرسة الفلاح بمكة المكرمة.وثقف نفسه ...

المزيد عن محمد حسن فقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة