يا ليت هذا الكون كله نساء
اهداء متجدد بمناسبة يوم المرأة العالمي ، مع تحية خاصة لصمود المرأة السودانية الشامخة وهي في طليعة الثورة الشعبية العارمة ومواكب العز والكرامة.
لا لقهر النساء
يا ليتَ هذا الكونَ كله نساء
يا ليته الزمان فيضه أنوثةٌ
ورقةٌ عذوبةٌ وكبرياء
يا ليتَنا طلعنا من ضلوعِها
ومن جداولِ الحنينِ عندها
ومن أريجِ نبضِها
وحسنِها الذي يموجُ بالعطاء
فكلما تشعبتْ دروبُنا شقاوةً
وكلما تمدد العناءُ
نعودُ في حضورِها طفولةً
نجيء مثلما خرجنا أبرياء
كأنَّنا بكفِها أزاهرُ كأنَّنَا جدائلُ
بقلبِها نظلُّ أتقياء
جميلةٌ هي الحياة قربها
وحولَها وبينَها وفي عيونِها
فصوتُها صفاءٌ
وصمتها مقاطعُ من النشيدِ
همسُها ازدهاءٌ
وحضنُها العظيمُ قصةٌ من الهوى
تجلجلُ السماء
فصولُها روايةٌ تفيضُ بالجوى
وعالمٌ يؤج بالإباء
يا ليتَني وليتَهم وليتَنا
نذوبُ في رحيقِها تهجدًا
من لحظ فجرنا لآخر المساء
نُصلي في انتظارِها
الصبحَ حاضرًا
والعصرَ مغربًا
والظهرَ بالعِشاء
فكلُّها الحياةُ في حضورِها صلاةٌ
وكلُّه الزمانُ في وجودِها بهاءُ
وكل هذه البحارِ قطرةٌ بعمقِها
والليلُ والنهارُ والفضاء
مواسمٌ من الربيع
روضةٌ من الخريفِ صيفُها شتاء
وكلُّنا جميعُنا
قصائدُ كواكبُ جزائرُ وأبحرٌ شواطئ
بسحرِها سواء
نهيمُ خاشعينَ خاضعينَ قانطينَ
لا روّيةً ولا ارتواء
فهذه النجومُ كلُّها
والبدرُ والشِّهابُ والسَّحابُ والندى
وكلُّ ما يدورُ في الوريدِ من دماء
متيمٌ بها
بأحرفٍ ترنُّ في غياهِب النُهى
فـ(نونُها) نقاءٌ
و(سينُها) سماحةٌ
و(واوها) وفاءٌ
و(تاؤها) توهجٌ وسندسٌ وماء
حواءُ دونَكِ الحقولُ لاغيةٌ
والشمسُ والتلالُ والهواءُ
والصدرُ غيرُ عطرِكِ الجميلِ ذابلٌ
والعمرُ دونَ قربكِ انتهاءُ
فإنْ أتتْ حبيبتي هُنا
الدهرُ كلُّه أتى والخيرُ كلُّه أفاء
والصبرُ والجِراحُ والأسى
تساقطتْ وجوهُهُم وهاجرَ الشقاءُ
فلا الرحالُ في مضاجعِ النوى
ولا السكونُ في مواجعِ البُكاء
سيشهدونَ توبةَ الرؤى
إذا احترقت أسطري تلهفًا
وازدانتِ الشموعُ بالضياء
يا ليتَ هذا الكونَ كلُّه حبيبتي
فكلُّها حضارةٌ
وكلُّها جسارةٌ
وكلُّها نضارةٌ
وكلُّها نساء
يا ليتَ هذا الكونَ كلَّه حبيبتي
يا ليتَ هذا الكونَ كلَّه نساء.
البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان.
الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...