لولاك يا وطن السماحة
ما خطوت إلى الأمامْ
لولاك ما كان الصباح مظلة ً
للعابرين من الظلام
لولاك ما دارت فصول الأرض
أو رحل الغمام
لولاك ما عرف الهوى
معنى العواطف و الغرام
لولاك
ما هلّت نجوم السعد عندي
أو توارى خلف ظلّي
كل بدر للتمام
لولاك ما اكتمل الصفاء الخير
في الناس انسجام
لولاك ما عانقت بيتاً للقصائد
أو حملت الوحي بيني
في وئام
لولاك ما صدحت
طيور الشعر عشقاً
أو تداعى الحزن
و ائتلق المقام
لولاك ما أوفيت وعدي
و احتملت صبابة النجوى سماحاً
ثم ألغيت الكلام
لولاك ما سجعت طيور مودتي
في شاطئيك بشاشةً
أو أحاطت قدرتي
كفيك و انطلق الحمام
في كل أودية الصباح
وفي امتداد الشوق
في صدر الأنام
لولاك ما كان المدى
بوابةً للشوق
قبلة عاشقيك
و نسمةً
من وارف البيت الحرام
***
لما رأيتك أيها البحر المهاجر
بين حبات المياه ..
تهب الندى ذهب الحقول
و تستحم على بحيرات الحياة
سالت جراح الأرض عشقاً دامعاً
بلغ الضياء بنور قدرك مُنتهاه
لك تستقيم عصاة موسى
دهشةً
و هواك يسكن في عصاه
للقاك يرتحل المساء بركبه
يصطف عظماء الزمان ِ
أمام حسنك في انتباه
***
لك أيها الوعد الذي حتماً سيأتي بيننا
يهب التآلف والصفاء العذب
يصدح كالرنين
لك أيها المطر المسافر في دمائي
صرح حبٍ لا يلين
لك من صمود الناس في وطني حنين
لك احتفائي بالحياة توهجاً
و قصيدةً في كل حين
بك أستعيد توازني
و أظل احتضن النقاء
بوجنتيك تواصلاً
حتى شروق الشمس في فلك السنين
فأصير عند الصبح في كفيك سنبلةً
تغازل ساعديك و تستكين
و تطل في دنيا هواك هنيهةً
حيناً تلوح و تستبين
بين أغصان النضارة
في حقول الصمت لوحة نشوتي
للقاك تسكب آهة
في جنحها المسكون حباً زاهياً
و غداً رزين
فيفارق الإعصار بيتي
ثم ينتحر الأنين
بك منتهاي و فرحتي
بك آخر الأشجان تسقط
أيها الوطن الأمين.
البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان.
الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...