الديوان » السودان » معز بخيت » آخر الأنفاس أنت

امنحيني توبة الشوق المقدس
في الصبابة مربضا
قدميني للشعاع الساطع
الممتد منك بما اقتضى
فرح السنين الساكنات مشارقي
ما عاد منها وما مضى
حسبي عيونك حين ترسم
للهوى آفاقه
حسبي جلالك لحظة التوق المهيب
إذا ارتضى
خفقى وبارقة التمني
والحنين الرائدا
شجري هواك ولوحة الإيحاء
والشجن القديم وما بدا
نام الرحيق على تعاريج الصدى
أنسي بذكراك اقتدا
لا كل عزمي في انتظارك
لا تملكني الردى
همسا أحبك هكذا
جهرا وصمتا واعتكافا ماردا
جادت بك الأنفاس عطرا
واستحال البرق نجوى
والمواسم معبدا
لهواك والعبق الشفيف
وكل أرصفة المسافة سجّدا
حبي وحبك والأديم نوافذٌ
للخفق حين تعبدا
وانساب صبحي في رباك
وماء لهفي في بحارك غردا
أنت امتلاكي في سجون محبتي
أنت ارتباكي في جبال الحسن
حين توددا
قدم خيارك للفصول فينحني
نجم اعتكافي في مدارات السماء تهجدا
أهديتني مطر السكون حديقة
وسفينة وقصائدا
أهديتني الفرح الخجول مقاصدا
وتبارك الإحساس بين جوانحي
هذا ابتدارك سيّدا
في كل مقدرة تبدت
في دمائي نشوة
في كل أعطاف النهاية مسجدا
لجنون رؤياك الندية
والتلاقي في بحار موصدة
هربت شواطئها إليك وحيدة
ورمالها مستنجدة
حتى مياه البحر في عينيك ذابت
والغيوم مهددة
بالاحتراق على مرافئ وجنتيك
وبالتلاشي مثل حبات الندى
يا سيدي يا سيد الإحساس بيني
حين تسكبه المآقي
دمعة الإلهام تلهو في زهاك معربدة
والنار والياقوت والميلاد يسقط
من علاك محبة متفردة
يا أعظم النغمات
يا وهج الحياة
ويا سراج الأعمدة
ماذا لديّ سوى مقامك
في ديار لم تزل مستوحدة
تهب الخطوط لكف شوقي
تلتقيك مجددا
في كل هاجسة تحدت عودتي
متوسدا يمناك باليسرى
فاهبط صاعدا
حتما تجادلك الحقول
وتشتهيك الأوردة
كل الصحاري في حضورك ترتوي
ولها وتصبح في انتظارك
لوحة متوردة
حتى نجيمات الفضاء
تهيم حولك شارده
سرب الفراشات الشجية لم يزل
يبقى على عتب ارتجائك واردا
فإذا أتيت البدر أرخى وانطفى
والشمس نامت
والأصيل تبددا
والليل أسدل في العيون
وحارس الزمن اهتدى
بالمشرقين عليك صلى مغربين
وقدم الفجر احتسابا
والضحى لك سؤددا
فتحركت كل النجوم إليك
جيشا خاضعا لهواك
يا ملكا سيصبح في الوقائع قائدا
من حانة لمجرة لمنارة
بك في المحافل واعده
يا أيها العشق الأخير
المستقر الواحدا
مدد صباحك في جدار النفس
وانقش في سماء الوعد
نور مواهبي
وبريق أنفاس الهدى
يا أيها النفس الحريق استشهدت
مدن العواطف واستوى
ماء الحياة عليك
والأمل الوليد تجددا
يا أيها القمر المضيء ألا ارتوى
عشقا بصدرك ماجدا
الخير يرفع للدعاء أكفه
نبضا وحسا باقتدائك راشدا
عيناك أنت سحابتي
فتعال ظلل بالرموش الموعدا
هذا اللقاء العذب أشرق
فابسمي
يا لحظة الأنس الحميد
وصفّقي
يا كل أركان المدى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن معز بخيت

avatar

معز بخيت حساب موثق

السودان

poet-moiz-bakhiet@

140

قصيدة

146

متابعين

البروفيسور معز عمر بخيت هو أستاذ جامعي سوداني سويدي من أم درمان. الرئيس التنفيذي (المؤسس) لمركز الأميرة الجوهرة للطب. وهو أستاذ ورئيس قسم الطب كلية الطب ، جامعة الخليج العربي ...

المزيد عن معز بخيت

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة