كأننا الغرباء نأبى أن نُصدق نقضم تفاحات من الهواء بأسنان سرقناها من عيون المارة كلما التقينا – بلا كلمات في الأرصفة البعيدة. اليدُ خاسرة والخسارة يد والسماء بلا إله يدافع عن سُمعة الأزرق حيث كنا بلا خطيئة في المعبد المسدل على صحرائه بلا كأس مُدورة بالنوايا والسفن ننسخ في سجلات عريقة أسماء البلاد بدم سيزيف نحيل وأصابع يبستها ضحكة الأحلام. .. وحين نتعب (أو يُسمحُ لنا بذلك) نُلقي أجسادنا من نافذة الصبر قرباناً يتيماً في بئر النوم. كلما نسينا تذكرنا المعادن الثقيلة في الرأس الطفولةَ المجففة على سفوح الشمس الدمَ البليغَ المقفل والبلادَ التي بلا مرايا.
محمد أحمد عبد الله الحارثي شاعر وكاتب عماني. ولد في المضيرب سنة 1962م. حصل على إجازة في الجيولوجيا وعلوم البحار من جامعة قطر سنة 1986. عمل في مركز العلوم البحريّة ...