الديوان » المعتصم بالله أحمد » بالله يا شامُ..

عدد الابيات : 24

طباعة

باللهِ يا شَامُ! هذا الحُزنُ يَكْفـِيـنا

لم يبقَ مِنْ مَوْضِعٍ يُسْري الأسى فـِيـنا

 كُلّ المواجِعِ تَبقى بعدَكُمْ تَرَفًا

أيُّ المَصائبِ بَعدَ الشامِ تُبْكـِيـنا؟!

في كُلّ يَومٍ لَنا في نَعيِهِمْ خَبَرٌ

كما يُؤَذِّنُ صَوْتٌ في مُصلّـيـنا

ماذا جَنينا على الدنيا تُقلِّبنا

بين الردى، وتباريحِ الأسى حيـنا

لمثلِ ذا إهرَقي يا عينُ وانبَجِسي

ولتقتبسْ يا قَرَيضًا من حواشيـنا

 ماذا تبقّى لهذا الدهرِ نمنَحُهُ

من الدماءِ، ونُهديهِ القرابيـنا

 ولا تزالُ أَكُفُّ الموتِ داعيةً

(بغصّنا، فيقولُ الدهرُ: آميـنـا)

كأنما الموتُ ضيفٌ حَلَّ ساحتَنا

قِرَاهُ: أهلٌ، وماءٌ من مآقيـنا

في الشامِ آياتُ حُزنٍ مِنْ تَعاقُبِها

تُشيبُ وُلدانَنا هَولًا وتُرديــنا

في الشامِ من معجزاتٍ من جَلالتِها

تُعيي القوافيَ إفصاحًا وتبييـنا

في الشام تَحكي لكَ الأطلالُ ما عَجِزَتْ

عنه يدُ الدهرِ تَسْطيرًا وتدويــنا

إيهٍ فأنتِ التي ما شئتِ باقيةٌ

قسرًا، وأنتِ التي ما شئتِ تَمحيـنَـا

والدهرُ في كفّهِ ريحٌ مُجَنَّدةٌ

تُبقي الممالكَ رَدمًا، والأواويـنا

 وكم غدوتِ على الظُّلاّم شاهدةً

وكم بعيّكِ سطّرتِ الدووايـنا

 كما الجلودُ بيوم الحشرِ شاهدةً

تُصْلي حَشا القومِ زُقّومًا وغِسْليـنا

عاثا بساحَتِنا غازٍ وطاغيةٌ

وكانَ أهْوَنُ ما نخشى: أعادِيـنا

ولو نُخيّرُ: سلطانٌ لنا حَكمٌ،

أمِ الشياطينُ؟ لاخترنا الشياطيـنا

والدهرُ من أَزَلٍ ماضٍ بشِرعَتِهِ

فينا، وليس لنا إلا أمانيـنا

نُؤَمَّلُ الصفوَ في الدنيا وقد حَلَفَتْ

دارُ الشقاءِ يمينًا لا تُصافيـنا

 فيكِ الحَيَاةُ كما الحَيّات، قد أَمِنوا

فحيحَها حين أبدى جسمُها الليـنا

كم ذا جَهِلْنا تَصاريفَ الزمانِ، وكَمْ

نُساقُ فيه كما ساقوا المساجيـنا

 ومبلَغُ العلمِ من ذا الدهرِ أنَّ لنا

بعد المماتِ نُشورًا سوف يُحيِيـنا

 في يومِ يُجزيهُمُ كُلًّا بما عَمِلوا

والشُّهداءُ بفردوسٍ مُقيمـونا

يا رب فاجعل لنا من نُزْلهم نُزُلًا

مع الصّحابةِ مَثوًى والنبيّيـنا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة