يا فارس الفضل في ميدان حلبته

ومحرز السبق الخافي عن الأول

قد خضت بحر لغات العرب منتخلا

مرجانه مع جمان غير منتحل

وصنت في صدف الأوراق جملتها

وزنت تفصيلها في اجمل الجمل

وباسم سر الليال منك قد وسمت

تلك اللآلي التي كالزهر للسبل

فهو السلاف الذي ذا العصر مفتخر

على العصور به الخالي عن الخال

وهو اللباب أو الالباب تعرفه

وتغرف الفضل منه وهو لم يزل

وكم عباب حوى في طيه وثوى

به عجاب اليه الغير لم يصل

فيه غنى عن سواه إذ تطالعه

وليس فيما سواه عنه من بدل

وفيه بان لنا سر اللغا وبدا

لغو السوى وازيل الشك عن عضل

ويشرح الصدر شرح القلب فيه وكم

يهدي بابداله للقلب من جذل

وكل فرع بفرق ضم فيه إلى

مبد اشتقاق وعنه الكتب في عطل

والشهد يشهد حقاً في شواهده

وانه كزلال عادم الزلل

يا احمد الفضل والافضال زدت علا

ودام يزجى اليك الشكر من قبلي

ولا تزال بشكر الخلق مغتبطاً

ولا برحت جميل الخلق والعمل

ودام نفعك في ذا الكون منتشراً

حتى تدوم كبدر فيه كتمل