الديوان » العصر العثماني » يوسف الأسير الحسيني » جرى القضاء بأن نحيا إلى قدر

عدد الابيات : 27

طباعة

جرى القضاء بأن نحيا إلى قدر

فلا يقينا حمى من ذلك القدر

وحيث لا بد من موت لذي اجل

فقلما الفرق بين الطول والقصر

فيفرح الناس في موت لذي ضرر

ويحزنون لذي نفع بلا ضرر

كناصر الدين نجم من قضى فحكى

بدراً هوى من سماوات إلى حفر

سموه نجماً لمرباه بافق علا

وانه في السنا ابهى من الثمر

متى تضيء كفر متى بطلعته

ومنه تحظى نوادي الحي بالسمر

على ابن يوسف نجم المجد واسفا

أليس يؤسف فقد الماجد الخطر

قد عاش نجم في عشيرته

ومات وهو جليل غير محتقر

فعاش بالمدح ممن كان عاشره

وانه بعد موت بالمديح حري

له يحق البكا وجداً لفرقته

بل الثناء لدى الإمساء والبكر

جرت عليه دموع في مناحته

على الخدود بل الأثواب كالمطر

كل العيون تعشت بالدموع كما

كل القلوب تغشت فيه بالكدر

ابقى وان مات في الدنيا مآثر لا

تنفك بعد ذهاب العين في الاثر

مكمل الوصف لا تحصى مكارمه

بحمل الذات في أوصافه الغرر

تلك المحامد تحيي ذكره ابداً

والمرء من غير ذكر غير معتبر

مني يمين لقد ابدت شمائله

مع الجميع جميلاً غير منحصر

تبكي عليه على خبر اقاربه

كما الاباعد تبكيه على الخبر

وعارفيه سألناهم بسيرته

هل فيه عارو الا فهو منه عري

قالوا جميعاً على الاجمال كان به

كل الجميل ومن كل العيوب بري

لا عار فيه سوى ملقى الفقير بما

يغنيه دهراً وملقى السفر بالسفر

وغوته الملتجي في كل نازلة

وعونه المرتجي والبشر للبشر

وخوفه ثم تقواه لخالقه

وانه في الأمور الصالحات جري

وانما الفرق في دنيا وآخرة

بالحسن والقبح في الاعمال والسبر

وانه أهل معروف ومعرفة

وذو ذكاء وذو فضل وذو خبر

وفي عهد ووعد حاذق فطن

سالي الدنا سالم سامي المقام سري

وساد في قومه العالين من صغر

وحاز فيهم ذرى مجد على كبر

وصار مرثاه تاريخاً وناح كما

ناح الحمام لفقد الألف في الشجر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن يوسف الأسير الحسيني

avatar

يوسف الأسير الحسيني حساب موثق

العصر العثماني

poet-yusuf-al-asir@

70

قصيدة

22

متابعين

يوسف بن عبد القادر بن محمد الحسيني، الأزهري، من بني الأسير. عالم وكاتب، فرضي، فقيه، شاعر. ولد في (صيدا) سنة 1817م، وانتقل إلى (دمشق) سنة 1247هـ، ثم عاد إلى صيدا، فتعاطى ...

المزيد عن يوسف الأسير الحسيني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة