الديوان » المعتصم بالله أحمد » ألا ما لدمعٍ على الخدّ يجري

عدد الابيات : 20

طباعة

ألا ما لدمعٍ على الخدّ يجري 

ويَجري بغزةَ مِنَّا الدَّمُ

عُدِمْنا فهل كان يثْأَر يوما

لمقتولنا مَدمَعٌ وفَمُ

عُدِمْنا فما نحنُ مِن حِيلةٍ

سوى نسكُبُ الدمعَ أو نلطِمُ

ومِن حولِ غزّةَ جُندٌ غزاةٌ

فما كان من حُرمةٍ تَحرُمُ

أحاطوا بها مِثلَ جَونِ السِّحابِ

على الشمسِ حتى بَدَت أنجُمُ

يَسُومونَهُمْ فيزيدونَ ثأرًا

ونحنُ نهونُ ونَستَسلِمُ

فحيي أسودَ الردى والجهادِ

وقبِّل تُرابَ الوغى منهُمُ

أولي البأسِ من صدّقوا بالفعالِ

ما أُنبأَ النَبَأُ المُحكَمُ

همُ أثخنوا مِلَل الكُفرِ حتى

غدا دينُنا بالدما يُكرمُ

أذاقُوهمُ بأسَهم عَلقمًا

بنار القذائف تَسْتضرِمُ

فأغشَوْهمُ في اللظى مرَّتينِ

 بالعيشِ والموتِ لم يغنموا

وقد ظَنَّ صُهيونُ أن الدماءَ

قد تُضعِفُ العَزمَ أو تُهرِمُ

ولم يدركوا أنّ روحَ الشهيدِ

"تظل على الثأر تستفهمُ"

وأنّ لأنْفُسِ غزّةَ حِلمٌ

كحِلمِ الرواسي، بَلى أحلَمُ!

أقولُ وما أنا أهلٌ لكُمْ

رَبِحتُمْ وإنْ بَطَشَ المُجرِمُ

رَبِحتُمْ رَبِحتُمْ وإن طال دهرٌ

به سال مثلَ البِحارِ الدمُ

خَدَمتُمْ بذا الدمِ دِينَ الإلهِ

ونحن بأدمُعِنا نَخدِمُ

فهل تَسْتوي عِندَ ربِّ السماء

تجارتُنا بالذي قدّموا

وهل يَستوي ناصرٌ باللسانِ

بمن في أراضي الردى يُقدِمُ

ألا لا عُدمتُمْ جِنانَ الخلودِ

لأنتمْ أحقُّ بها أنتمُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

143

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة