الديوان » المعتصم بالله أحمد » أتانا العِيدُ يرفل بابتسامِ

عدد الابيات : 29

طباعة

أتانا العِيدُ يرفُلُ بابتسامِ

وعيدي أنتِ يا بَدرَ التَّمامِ

إذ اجتمَعَ الورى في العِيد أُنسًا

فأُنْسي أن أراكِ على وِئامِ

وهذا أوَّلُ الأعيادِ يأتي

وفيهِ أنتِ يا أحلى نِدامي

وما كان الغرام حديثَ نفسي

قُبَيلَكُمُ، ولا جِدَّ الكَلامِ

إذا اتَّصلَ الفؤادُ بِوَصلِ ليلى

فقد حَرُمَ اتَّصالي بالسَّقامِ

وإنْ قَطَعَتْ حِبالَ الوَصلِ ليلى

فقد حلَّتْ عليّ يَدُ الحِمامِ

لكِ اللينُ المُنَعَّمُ في دَلالٍ

ولي حُبٌّ يُخامرُهُ غرامي

لقد كَمُلَتْ بكِ الأوصافُ حَتّى

تَنَزَّهَتِ المَحاسِنُ عن تَمامِ

كتِمثالٍ قَضى النحَّاتُ فيهِ

فصارَ مُنَزَّهًا من كُلِّ ذامِ

تَزيدُ تَمَعُّنًا فيَزيدُ حُسنًا

وبعضُ الحُسنِ من بعض الهُيامِ

كأنكِ إذ بَدوتِ بنورِ وَجهٍ

وصافي بَشرةٍ مثلَ الرُّخامِ

شُعاعُ من ضيا شمسٍ سَهامٍ

وشمسكِ دون حرٍ أو سَهامِ

وفرعٌ طالَ بالإسبالِ فحمٌ

كأنّه صِيغِ من نسج الظلامِ

وعينٌ مثلَ عَينِ الريمِ تُردي

بمثل سهامها أُسْدَ الأجامِ

تَفيضُ بسحرها فتتيه سُكرًا

كأنّ بسهمها ماءَ المُدامِ

وفي وَجَناتها وردٌ إذا ما

لكَ التفتت تضوّعَ بالنِّسامِ

رهيفةُ سَمحةُ الأخلاق ليست

بفاحشة الفِعَال ولا الكلامِ

كأنَّكِ لؤلؤٌ بين الغواني

وهنّ توابِعٌ سِمطَ النظامِ

فيا من لام قلبي في هواها

وما لي عن هواها من فِطامِ

تلومُ، ولو تُريكَ عُشَيْرَ دلٍّ

إذًا لكففت عن هذا الملامِ

فلُمْ ما شئتَ واعذُلْ في هواها

لعمري لست تُسمع ذا هيامِ

لعَمريْ إن قلبي في هواها

كَما الأَلِفُ التي اعتَنَقَتْ بِلامِ

وطئتِ من الدلال شغاف قلبي

فسالَ الشِّعرُ مِن وحي الغرامِ

فسارَ بِهِ الرُّواةُ بكل فَجٍّ

وطارَ بشدوِهِ وُرقُ الحَمامِ

وأُكْني عنكِ في الأشعارِ حتَّى

تعدَّد فيكِ تِردادُ الأسامي

وأنتِ وحيدةُ الأوصافِ فِيهِ

وقصدي منه مِنْ بين الأنامِ

فيا ريَحانَ ذا القلب المُعنّى

ونجوى النفسِ في حال المنامِ

ألا إن قد سَلِمتِ فذاك بُرئي

وسقمُكِ يا فديتكِ مِن سقامي

فدًى لكِ كل شِعرٍ سار طوعًا

إليك أَ ليلَ يُقريكمْ سَلامي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعتصم بالله أحمد

المعتصم بالله أحمد

153

قصيدة

شاعرٌ يحاول تقفي أثر الأولين.

المزيد عن المعتصم بالله أحمد

أضف شرح او معلومة