الديوان » مطران العياشي » يَا عِيْدُ رِفْقًا !

عدد الابيات : 39

طباعة

يَــا عِـيـدُ جِـئْـتَ وَبِـالأَطـيَابِ تُـهْـدِينَا

تَـجْـلُـوْ الــرَّزَايـا وَأَوجَـــاعَ الـمُـحِـبِّينَا

تَـصَـافَحَتْ فِـيْكَ أَيْـدِ الإِلْـفِ رَاقِـصَةً

وَأَصـبَـحَتْ فِــي هَـوَى الـلُّقْيَا أَفَـانِيْنَا

غَـــدَاةَ غَــرَّدَ صُـبْـحُ الـبِـشْرِ مُـبـتَهِجًا

وَعَــانَـقَ الــكَـونَ أَصْـــوَاتُ الـمُـهَـنِِّيْنَا

وَنَــطْـبَـعُ الــــوُدَّ قُــبْــلَاتٍ مُــضَـوَّعَـةً

فَـيُـثْمِرُ الـحُـبُّ فِــي الـدُّنْـيَا بَـسَـاتِيْنَا

فَـلِـلـنَـسِيْمِ بِــنُــوْرِ الــسَّـعْـدِ نَـشْـوَتُـهُ

وَلِــلــمَــسَــاءِ تَـــرَاتِــيْــلٌ بِـــوَادِيــنَــا

لَــكِـنَّـمَـا لُـــغَــةُ الـعَـيْـنَـيـنِ وَاجِـــمَــةٌ

تُــعَــفِّـرُ الــنَّــايَ فَـابْـيَـضَّـتْ مَـآقِـيْـنَـا

أَفَـضْـتَ بِـالـرَّاحِ وَالآمَــالُ قَــد ذَبُـلَتْ

وَالـيَـأْسُ يَـعْـبَثُ فِـي الأَثْـوَابِ يُـبْلِيْنَا

رَغَــائِـبٌ لَـــمْ تَـنَـلْـهَا الـنَّـفْسُ أَنْـهَـكَهَا

نَـــأْيُ الــدُّرُوْبِ وَنَــارٌ تَـصْـطَلِي فِـيـنَا

نُـجَـالِـدُ الــصَّـدَّ فِــي أَعْـيَـادِ فَـرْحَـتِنَا

وَرِيْـشَـةُ الـنَّحْبِ قَـدْ خَـطَّتْ دَوَاوِيْـنَا

وَنَــرْكَـبُ الـلَّـحْـنَ أَشْـبَـاحًـا مُـسَـافِرَةً

فِـي غَـضْبَةِ الـمَوْجِ تَـسْتَحْلِي مَرَافِيْنَا

وَفِي هَوَانَا تَشَظَّى الحَرْفُ مُذْ بَسَقَتْ

لَــوَاعِـجُ الـبَـيْـنِ فَـاسْـتَعْدَتْ بَـرَاكِـيْنَا

نَـجْتَالُ مِن صَرْخَةِ الأَرْيَاحِ فِي جَدَبٍ

فَـيُـزْهِـرُ الـنَّـقْـعُ فِـــي كِـلْـتَـا أَيَـادِيْـنَـا

وَنَـقْطِفُ الـصَّبْرَ فِـي مَهْدِ الجَوَى فَإِذَا

بَـــوَارِقُ الـجُـرْحِ دَوَّتْ فِــي نَـوَاحِـيْنَا

إِنَّـا طَـعِمْنَا الـنَّوَى مِـن بُعْدِكُمْ غُصَصًا

شَـرِبْـنَـهَا مِـــن شَــذَا أَعْـيَـادِ مَـاضِـيْنَا

تَـرَنَّـحَـتْ فِــي لَـظَـى أَيَّــارَ فَـارْتَـزَأَتْ

وَأُطْـفِـئَتْ فِـي هَـوَى الـذِّكْرَى أَمَـانِيْنَا

خَـابَتْ وُعُـوْدُ الهَوَى فَالنَّفْسُ جَامِحَةٌ

وَلُــقِّــنَ الــعُــوْدُ بِــالأَسْــوَاطِ تَـلـقِـيْنَا

حِـيْـنًـا نُـضَـمِّـدُ أَنْـهَـارَ الأَسَــى جَـلَـدًا

وَيَـفْـتِـكُ الـصَّـهْدُ فِــي جَـنَّـاتِنَا حِـيْـنَا

اجْــتَــرُّ ذِكْــــرَاكَ لَــمَّـا مَــرَّنِـي فَـــرَحٌ

فَـيَـعْـبَقُ الـنَّـبـضُ أَطـيَـابًـا وَنِـسْـرِيْـنَا

بُـحَّتْ يَرَاعُ الصَّدَى مِن خَطْبِنَا شَظَفًا

فِـي هَـدْأَةِ الـجَفْنِ كَم ضَجَّتْ مَآسِيْنَا

مَــنْ لِــيْ بِـفَـجرِ الـلِّـقَا يـنْدَاحُ رَوْنَـقُهُ

يُــشَـنِّـفُ الــــرُّوْحَ إِيْـقَـاعًـا وَتَـلْـحِـيْنًا

مُـذْ رامَ طـرْفِيَ لَـوْنَ الْـرَّوضِ خـالَجَهُ

لَـــونُ الــرَّمـادِ فــمـا أَقــسـاهُ تـلْـوِيـنَا

يَـا عَـازِفَ العُوْدِ رِفْقًا فِي الحَشَا شَرَرٌ

وَأَنْـــــتَ مــازِلــتَ لِــــلآلَامِ حَــادِيْـنَـا

نَـوَائِـبُ الْـدَّهْـرِ تَـرْمِيْ مِـنْ فَـظاظَتِهَا

نَـعْـيَ الْـحَـبِـيْـبِ وَأَتْـرَاحًـا تُـبَـكِّـيْـنَا

يَــا مُـوْرِيَ الْـنَّارِ فِـي حَـرَّى مَـحَاجِِرِنَا

يَــكْـفِـيْ الــنِّـيَـاطَ تَـنَـاحِـيْبًا وَتَـأَْبِـيْـنَا

تَــبـَخَّـرَ الــوَصْـلُ وَاهْــتَـزَّتْ رَكَـائِــزُهُ

وَوَدَّعُـــوْنَــا مَــــعَ الأَعْــيَــادِ غَـالـيْـنَـا

وَشَــاخَ حُـلْـمٌ عـلى أَحـضانِ قـافيتي

وسَــلَّ فــي مُـقـلةِ الأشــواقِ سِـكـينَا

إِنَّـــا دفــنَّـا الـوفـا فــي نَـعـشهِ زَمَـنًـا

صــلَّـوا عـلـيـهِ فــقـالَ الـقـلـبُ آمِـيْـنَا

بِــعْــنَـا الإِخــــاءَ بــأَثْـمـانٍ مُـبَـخَّـسَـةٍ

ولــلــعَــداوَةِ وَالأحـــقَـــادِ شَــارِيــنَــا

نَـجُوبُ فَـرْقًا فـيافيْ الـرُّوحِ تـرْضِيةً

نَـستعطِفُ الـحَرفَ بِـالأَحزانِ جـاثِيْنَا

تَــلـوَّعَ الـعُـمْـرُ فــي عـشـرينَ زهْـرَتِـهِ

والأربــعُـونَ أَســـىً تَـتْـلُـوْ الـثَّـلاثـينا

إِنْ خـالـطَ الـصَّـبُّ قـلـبًا بـثَّـهُ شـجَـنًا

وعـــادَ جـمـرًا عـلـى الأَكـبـادِ يـكـوِيْنَا

تـفـنَّـنَ الـبَـيْـنُ فـــي أَنـفَـاسِـنا كـمَـدًا

وأَوغـــلَ الـشَّـجـوُ إِيــلَامًـا وتـحـزِيـنَا

فــكُـلَّـمَـا هـــبَّــتِ الأَنــسَــامُ عَــابِـقَـةً

هَـــاجَ الـحـنـينُ فَـــلَا خِــلٌّ يـواسِـيْنَا

فـيُـجهِشُ الـبابُ مِـن أَريـاحِها جـزَعًا

وَنَـسكُبُ الـدَّمعَ فـي الأَطـلالِ خَـالِيْنَا

يَـكفِي الـمدَى مِـن جُمودِ اللّيلِ أُغْنِيَةً

لــعـلَّـهـا مِــــن حــمـيـمِ الآهِ تُـسْـلـيـنَا

يـا سـارجَ الـخيلِ عَرِّجْ نـحو نـازِلَةٍ

فــقَـد أَغـــارَتْ عــلـى أَركــانِ نـادِيـنَا

زَوابِـــعٌ جــالـتِ الأَرجـــاءَ فَـاقـتلعَتْ

شُــمَّ الـرِّجـالِ وقَــد دكَّــتْ رواسـيْـنَا

فَــالأُفْـقُ لَـــجَّ زِحَـامًـا مِــن شَـكـاوَتِنا

يـــا عــيـدُ رفـقًـا فــإِنَّ الـهَـمَّ يَـكْـفِيْنَا

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن مطران العياشي

مطران العياشي

6

قصيدة

الشاعر مطران العياشي أديب وتربوي سعودي، له عدة مساهمات أدبية، خاصة في مجال الشعر العربي الفصيح والخواطر الأدبية. - حاصل على ماجستير التربية في تخصص الإرشاد النفسي، جامعة أم القرى بمكة

المزيد عن مطران العياشي

أضف شرح او معلومة