كقطرة زئبق تنسل من سلاميات يدي ويغيّبها الزمان
فهمت أشياءً كثيرة ولكنكِ عصيةُ على العقل والوجدان
لكِ جاذبية من الحسن حيّرت في كنهها كتب الفيزياء
لكِ غموض الحقيقة وهالة الملاك وسحر النجوم في السماء
لكِ تراقصت ألسنةِ النار وناحت أجراس الماء
أنت إيقاع وجودي وبدونكِ لا تستقيم في قلبي الألحان
أهداب ألحاظك إبرٌ تمزق ما أحاطني من فقاعة البطلان
لابد أن أقتفي ضياء عينيكِ لأهتدي في غابة الظلماء
أعلم أنَّ كل شيء في الأرض خاوّ من المعنى كالجوزة الجوفاء
إلم أوقد الحبّ في مواقد الروحِ وأمضي وراء النداء
كوني لي... كوني لي... كيما نذوب في دمعةٍ من البكاء
كوني لي... كوني لي... نار الجحيم أو نسمة الجنان
أحببتكِ بضرواةٍ لا أملك لنهايتها غايةً أو مغزى
ولا أجد لها تفسيراً في علوم الموتى أو الأحياء؛
مثل الحلم بسفينة كنز غريقة في أعماق القيعان
مضى العمر وما اهتدى إليها الشاعر القرصان!
أحببتكِ بلا حيلةٍ مثل الفجيعة في أنين الكمان!