الديوان » بغداد سايح » عينان من غزة

عدد الابيات : 16

طباعة

عـيـنـانِ تـخـتصرانِ مــا رأَتــا

درْبًــا عـليه أبـو الـجِراحِ أتـى

كــمْ مَـرَّةً جَـلَدَ الـظلامُ؟ وكـمْ

مــرَّاتُــهُ دفــنــتْ لـــهُ مــئَـةَ؟

يـتـنـفَّسُ الـمـحـزونُ نـخـوتَهُ

حـتّـى يُـضـيِّقَ حـزنُـهُ الـرِّئَـةَ!

عــيــنـاهُ أشـعـلَـتـا حـكـايـتَـهُ

والــيـومَ أحـرقَـتاهُ أطـفَـأتا...

سَـيَرى الـزمانَ مُـحطَّمًا ويرى

لــــغـــةً بــأســئــلـةٍ مُــعــبَّــأةَ

وسـيَـسْـمـعُ الـكـلـماتِ ذابــلَـةً

ويـــشُــمُّ بــيــنَ رؤاهُ أوبِــئَــةَ

وسـيلمَسُ الأوجـاعَ نـارَ أسى

ويــذوقُ بــردُ خُـطاهُ مِـدفَأةَ!

عـرفتْ مـلامِحُهُ اللهيـبَ فـما

وجــــدتْ مــلاحـمُـهُ مُـهَـدِّئـةَ

سـتـعـودُ أدعــيـةُ الـمـياهِ بــهِ

وسـتُـخْـمِدُ الـحـسناتُ سـيِّـئَةَ

الــنـهـرُ تــخـذُلُ نــوْمَـهُ فــئـةٌ

والـحُـلْـمُ يـنـصرُ حـولَـهُ فِـئـةَ

الـخـوفُ مــاتَ ألـمْ يـذُقْ ألَـمٌ

كالسُّوسِ أشرسَ منهُ منسأةَ؟

فـلِـمـنْ يُــعِـدُّ دمـوعَـهُ وطَــنٌ

شــفــتـاهُ جــرَّمَــتـا فــبـرَّأتـا؟

صـمَـتتْ أمــامَ هـمـومِهِ سـنَةٌ

لـــقِــيَ ابـتـسـامـتَـهُ مُــهــيّـأةَ

عــيـنـانِ تــخـتـزِلانِ هــامـتَـهُ

أبـهـى شُـمـوخٍ مـنذُ أوْمَـأتا...

عـينانِ أكـبرُ مـن عـروبتِنا

تُـرخـي مـواجعَه الـمُخبَّأةَ

فإذا هيَ ابتعدتْ فقدْ دنَتا

وإذا هيَ اقتربتْ فقدْ نأَتا!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بغداد سايح

بغداد سايح

234

قصيدة

كاتب وشاعر جزائري، من مواليد العاشر جويلية عام 1983 بمغنية تلمسان، له جوائز أدبية كثيرة وطنيا ودوليا، من مؤلفاته: إليها المسير، مذكرة نورس مغناوي، قناديل منسية، صهيل البدايات، سمفونية جرح بار

المزيد عن بغداد سايح

أضف شرح او معلومة