الديوان » فارس مطر » فلنبدأ

 

اؤمنُ بامرأةٍ في جِهَةِ الأَصداءِ الآنَ

تُعِدُّ قصيدَتَها بِتَأنٍ..

كالبُنِّ صباحاً

وتُسَرِّحُ خيطَ الخفقانِ بأغنيةٍ

‏من يدها تَتَدَلّى تفاحتُنا ومسافتُنا

ستقومُ بِرَسمِ تَكَسُّرِها

مُدرِكةً أنَّ اللوحةَ دون نهاياتٍ

 

 سَتَقولُ أصابِعُها: هذا حُلُمي يرتقُ ليلكَ

يجري مُتَقداً فوق تجاعيدكَ

هل أرسم نهركَ.. هل أرسُمني

نَبَّأتُ حَمَامَاً يعرفُ نافذتي

بِخَبيئَةِ أسفلِ نَصَّيَّ

وطمأنتُ مَسائي

‏سأكونُ هناك بكاملِ أغنيتي

بشتاءٍ أطولَ من فرحي

 

 حينَ تَكونُ خَفيًّا

أحتاجُ ضَباباً لبقية أحلامي

فَمَدينَتُنا غافيةٌ

واللَّيلُ على وشكِ النَّاي

شتائي خلفَ مسافاتٍ لا تهدَأُ

منتصفُ الفقد ومنتصف الذكرى

مُنتَصَفُ الأُغنيةِ الآن..

فلا تَذهَب

 

عَدَّلتُ النَصَّ لتُشْبِهَني 

ولأُمسِكَ خَيطَ غيابكَ ثانيةً

الضِّفةُ المجهولةُ من صدركَ 

أجنحَةٌ.. نَخلٌ

ويدايَ تُحاولُ أن تغزِلَ صوتَ قصيدتك

 

سيكونُ هباءً أن تَمشي

لا شرقَ سيعرفُ ميقاتك

أو غرباً تَتركُ فيه المِعطَفَ

 ربَّيتَ أغانيكَ جنوباً

ضاعت في الدَّهشةِ عندَ الشَفَقِ القُطبيِّ

 ستمشي أيضاً

دونَ قَصائِدكَ الهاربةِ

الأنواءُ تَفُكُّ ضفائِرَها

تَتَآكَلُ ذاكِرَةٌ

تَسقُطُ مُسوداتُ الجسدِ البالي

 

كي أتوحَّدَ بالماءِ 

أُحَرِرُ قافيتي 

من آخرِ سَطرٍ أتدَفَّقُ 

أطفو مُرتَجِلاً صَحوي  

ونوارِسَ للنَهرِ المَنسِيّ

 

سَلَّمَني الماضونَ لِحَتفٍ

يَتَمَاهى في قَنصِي 

ويُباغتني من كُلِّ جهَاتي 

 اللَّغةُ الأُولى تَنسابُ 

الزمَنُ فَتِيٌّ 

الرغبةُ لم تَبدَأْ مِنهُم 

وأنا لَن أحبِسَها 

لكنَّ دمائي لا تكفي

 

كان أبي..

يقرأُ جُمهورِيةَ أفلاطون 

يحاولُ تَوأمةَ المِعطَفِ 

 للشَّرقِ المُتورطِ بالشَّمسِ 

يقولُ لجَدِّي: أكتافكُ مُترَبَةٌ 

سَتَجيءُ الحنطَةُ مِنها 

الجَدَّةُ فاضِلَةٌ تَحمِلُ حُزنَ الحكمةِ 

قالت لأبي:

كُلْ يا وَلَدي لتصيرَ نبيّاً مشَّاءً

ينجبُ أولاداً للمنفى

جَبهَتَهُ ارتَشَفَت رِيقَ الأرضِ 

فَلَمْ تُمهِلهُ كثيراً 

 

سيدةٌ تَشهَدُ قَوسَ نَهاري

وتُدَوزِنُ أوتارَ اللَّيلِ

تَخُطُّ على الرَّملِ مَلامِحَنَا 

يا ريحُ.. 

يا ريحُ احتَفِظي بالوَجهِ الخاسِرِ 

ألقيني فوق حُقولِ القَصَبِ الأَخضَرِ 

أبحثُ عَن نايٍ يُؤويني 

أخطأَني الرامي

لكنَّ دِمائي عالِقَةٌ في الإطلاقَةِ

 تُدهِشُها اللحظَةُ 

إنتَشَرَت رَغبَتُهُ في رِئَتي 

كانَ مَسَاءً ومُصَافَحَةً 

سأظلُّ قَتيلاً..

أحمِلُ ضَوءَ القاتلِ في صَمتي

 

 

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن فارس مطر

فارس مطر

9

قصيدة

فارس مطر، من العراق ولد في مدينة الموصل سنة 1969 صدر له: 1- (سنبقى..) مجموعة شعريةصدرت في العاصمة الأردنية عمّان عن دار ورد للطباعة والنشر والتوزيع 2013 2- (شعرية العشق بين حضور المرأة وغي

المزيد عن فارس مطر

أضف شرح او معلومة