الديوان » أبو الحسنى » جَرَت عَبَرَاتُ عَينِي فِي ثَرَاكَ

عدد الابيات : 31

طباعة

جَرَت عَبَرَاتُ عَينِي فِي ثَرَاكَ

فَبَلَّلَ مَاؤُهَا مَثوَىً طَوَاكَ

وسَحَّ الدَّمعُ مِن عَينِي لِخَدِّي

سُحُوحَ السَّيلِ مِن طَودٍ إِزَاكَ

وَيَنحَلُ سَيلُهَا وَجَنَاتِ وَجهِي

فَأَضحَى الوَجهُ مُمتَقِعًا لِذَاكَ

سَأَبكِي فَقدَكَ مَا دُمتُ حَيَّا

سَأَبكِي فَقدَكَ بِالدَّمعِ ذَاكَ

فَأَنتَ المُستَحِقُّ لِكُلِّ مَبكَى

وَحُقَّ لَنَا البُّكَاءُ لِمَا اعتَرَاكَ

وَأَنتَ المُستَحِقُّ لِكُلِّ مَرثَى

وَإِن عَدَّدتُ فَضلَكَ مَا كَفَاكَ

وَمَا أَقوَى عَلَى جَلَدٍ وَصَبرٍ

وَكَيفَ الصَّبرُ وَاللَحدُ انتَقَاكَ

أُقَبِّلُ تُربَ قَبرٍ أَنتَ فِيهِ

وَمَا أَندَاهُ تُربًا قَد عَلَاكَ

كَأَنَّ المِسكَ نَدَّى فِي ثَرَاهُ

فَفَاحَ العِطرُ فِيهِ مِن شَذَاكَ

وَلَولَا أَنَّ نَبشَ القَبرِ جُرمٌ

لَنَقَّبتُ القُبُورَ لِكَي أَرَاكَ

أَلَا يَا نَائِحَاتِ الحَيِّ مِنَّا

لِتَرفَعنَ العَوِيلَ هُنَا هُنَاكَ

وَعَدِّدنَ المَكَارِمَ وَالعَطَايَا

الَّتِي رَفَضَت بِغَيرِهِ أَن تُحَاكَ

عَلَوتَ عِتَاقَ أَخلَاقٍ حِسَانٍ

وَشَدَّت مِن أَزِمَّتِهَا يَدَاكَ

وَكُنتَ لِكُلِّ مُلتَمِسٍ مُجِيبًا

وَلَا تَزهِو بِفَضلِكَ أَو عَطَاكَ

تَغُضُّ الطَّرفَ عَن عَثَرَاتِ صَحبٍ

عَفُوًّا لَا تُجَافِي مَن جَفَاكَ

هُوَ السَّمحُ الرَّزِينُ بِلَا غُرُورٍ

حَسِبتَهُ إِن أَطَلَّ بِنَا مَلَاكَ

وَإِن غِبنَا سَأَلتَ القَومَ عَنَّا

وَبِتَّ عَلَى حَوَائِجِ مَن رَجَاكَ

بِثَغرِكَ بَسمَةٌ شَعَّت حُبُورًا

تُسَرُّ بِهَا نَوَاظِرُ مَن رَآكَ

وَتُعطِي غَيرَ مُكتَرِثٍ وَيَنسَى

جَنَانُكَ مَا تُقَدِّمُهَا يَدَاكَ

حَبَاكَ اللهُ بِالإِحسَانِ فَضلًا

أَلَيسَ بِكُلِّ بِرٍّ قَد جَزَاكَ

تَكَادُ الأَرضُ تَهتَزُّ احتِقَانًا

فَقَد كَتَمَت ثَنَايَا الأَرضِ فَاكَ

وَحِينَ أُفُولِ نُورِ بَهَاكَ عَنَّا

سُهَيلٌ قَد تَوَارَى مِن فَنَاكَ

وَبُرجُ الثَّورِ أَظلَمَ وَالثُّرَيَّا

بِهِ اليَومُ اختَفَت مُنذُ اختِفَاكَ

وَيَعوِي الشَّيذُمَانُ عَلَيكَ حُزنًا

وَمِن فَوقِي الصَّدَى يَنعَى الهَلَاكَ

أَرَاكَ بِحَسرَةٍ مِثلِي عَبُوسًا

وَهَل تُجلَى هُمُومُ مَنِ التَقَاكَ

وَأَنتَ الذِّئبُ مَن يَلقَاكَ يَخشَى

هَلَاكًا مِن مَجَاعِكَ فِي فَلَاكَ

وَلَكِنِّي صَحِبتُكَ فِي مَزَارِي

وَهَل ضِيمَ الَّذِينَ أَتُوا حِمَاكَ

سَأَلتُ طَوَارِقَ اللَّيلِ اقتِفَارًا

لِآثَارٍ قَد اندَثَرَت هُنَاكَ

فَقَالُوا الدَّارُ ذَا طَلَلٌ مَحَاهُ

تُرَابُ الأَرضِ فِيهِ كَمَا مَحَاكَ

كَتَبتَ المَوتُ يَا رَبِّي عَلَينَا

وَكُلٌّ زَائِلٌ فِيمَا سِوَاكَ

رَضِينَا بِالَّذِي تَقضِيهِ دَومًا

وَمَا لِي غَيرُ حَمدِكَ فِي قَضَاكَ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسنى

أبو الحسنى

35

قصيدة

أَبُو الحُسنَى: هو مصطفى بن أيمن بن جودة بن عمر بن مصطفى العناني العُمَري العدوي القرشي، المولود يوم الإثنين الموافق التاسع من شهر رجب سنة ١٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، المسجل با

المزيد عن أبو الحسنى

أضف شرح او معلومة