الديوان » أبو الحسنى » تَمُرُّ بِكَ الأَيَّامُ مَرَّ السَّحَابِ

عدد الابيات : 22

طباعة

تَمُرُّ بِكَ الأَيَّامُ مَرَّ السَّحَابِ

وَتُغفِلُ صَعقَةً بِيَومِ الحِسَابِ

فَلَا تَحسَبَنَّ أَنَّكَ الغَدَّ خَالِدٌ

وَكُلٌّ ترَابٌ جِسمُهُ فِي تُرَابِ

وَإِن كُنتَ فِي الدُّنيَا قَوِيًّا وَقَادِرًا

فَتِلكَ القُبُورُ كُن لَهَا ذَا حِجِابِ

أَلَا لَا يَغُرَّن مِن هَوَاكَ تَعَظُّمًا

وَقَارُونُ ذَاكَ قَصرُهُ فِي اليَبَابِ

وَتِلكَ لَدُنيَا إِن تُصِبهَا مُآثِرًا

فَأَنظِر حَمِيمًا يُحتَسَى كَشَرَابِ

وَلَا تَأمَنَنَّ مَكرَ رَبِّكَ طَاغِيَا

وَرَبِّي لِمَن طَغَى شَدِيدُ العِقَابِ

وَإِنَّ المَمَاتَ لَا يُرَى غَيرَ بَغتَةٍ

إِذَا مَا أَتَى عَرِفتَ قَدرَ الثَّوَابِ

صِرَاطُ إِلـَهِنَا تَرَاهُ مُكَشَّفًا

وَسُبلِ الضَّلَالِ اكتَسَت بِالضَّبَابِ

فَسِر فِيهِ لَازِمًا قَوَانِينَ سَيرِهِ

وَلَا تَتَشَدَّد فَانتِكَاسُ المَآبِ

وَلَا تَحسَبَنَّ أَنَّ التَّشَدُّدَ طَيُّبٌ

وَأَن لَهُ فَضلٌ بِدَعوَى الكِتَابِ

وَزَعمِ الجَهُولِ أَنَّ أَصعَبَ حُكمِهِ

هُوَ الأَفضَلُ الأَولَى وَفِيهِ العَذَابِ

وَفِقهُ حَنِيفَةَ الأَشَدُّ تَوَسُّطَا

لِشُورَى جَمَاعَةٍ وَعَدلِ خِطَابِ

وَكُلٌّ عِيَالُ الفِقهِ دُونَ حَنِيفَةٍ

أَمَامَ القِيَاسِ بِالسُّؤَالِ وَالجَوَابِ

لِتَسمَع مَقَالًا لِلعُقُولِ وِأَهلِهَا

بِذَاتِ صِفَاتِ اللهِ غَيرَ مُحَابِي

فَإِثبَاتُ ظَاهِرِ الصِّفَاتِ خَطِيئَةً

فَإِن ثَبَتَ الصَّرِيحُ صَحَّ المُغَابِ

وَإِمَّا تُفَوِّضُ الصِّفَاتَ جَمِيعَهَا

بِظَاهِرِ نَصٍّ أَو بِمَعنَىً مُرَابِ

أَوِ العِلمَ مِن بَلَاغَةِ العَرَبِ الغِنَى

تُأَوِّلُ عَن فَهمٍ فَتُقصِي المُعَابِ

وَرَبِّي تَعَالَى قُدسُهُ عَن مُجَسِّمٍ

تَأَوَّلَ مَعنَىً بِالعُقُولِ مُصَابِ

وَدَعكَ وَكَذَّابِي هَوَى كُلِّ شَاشَةٍ

فَشَأنُ جَمِيعُهُم كَشَأنِ الكِلَابِ

تَشَتُّتُ عَقلِ النَّاسِ جَاءَهُ بَعدَمَا

عَلَت صَرَخَاتٌ مِن نُبَاحِ الكِذَابِ

إِذَا مَا تَرَكنَا شِرعَةَ اللهِ لَحظَةً

يُسَلَّطُ خَلفَنَا العِدَى بِالعِقَابِ

وَإِن بَاتَ كُلُّ عَالِمٍ مُتَخَيِّرًا

لِمَا قَد هَوَى جَذًّا أَتَى بِالخَرَابِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو الحسنى

أبو الحسنى

35

قصيدة

أَبُو الحُسنَى: هو مصطفى بن أيمن بن جودة بن عمر بن مصطفى العناني العُمَري العدوي القرشي، المولود يوم الإثنين الموافق التاسع من شهر رجب سنة ١٤٢٣ ثلاث وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة، المسجل با

المزيد عن أبو الحسنى

أضف شرح او معلومة