الديوان » العصر العباسي » ابن الشبل البغدادي » بربك أيها الفلك المدار

عدد الابيات : 50

طباعة

بربك  أيها الفلك المدار

أقصد ذا المسير أم اضطرار

مدارك قل لنا في أي شيء

ففي أفهامنا منك ابتهار

وفيك نرى الفضاء وهل فضاء

سوى هذا الفضاء به تدار

وعندك ترفع الأرواح أم هل

مع الأجساد يدركها البوار

وموج ذا المجرة أم فرند

على لجج الدروع له أوار

وفيك الشمس رافعة شعاعاً

بأجنحة  قوادمها قصار

وطوقٌ في النجوم من الليالي

هلالك  أم يد فيها سوار

وشهب ذا الخواطف أم ذبال

عليها المرخ يقدح والعفار

وترصيع  نجومك أم حباب

تؤلف بينه اللجج الغزار

تمد رقومها ليلاً وتطوى

نهاراً  مثل ما طوى الإزار

فكم بصقالها صدي البرايا

وما يصدى لها أبداً غرار

تباري ثم تخنس راجعات

وتكنس  مثل ما كنس الصوار

فبينا الشرق يقدمها صعوداً

تلقاها من الغرب انحدار

على ذا ما مضى وعليه يمضي

صوالُ مني وآجال قصار

وأيام  تعرفنا  مداها

لها  أنفاسنا أبداً شفار

ودهر  ينثر الأعمار نثراً

كما  للغصن بالورد انتثار

ودنيا كلما وضعت جنيناً

غذاه  من  نوائبها ظؤار

هي  العشواء ما خبطت هشيم

هي العجماء ما جرحت جبار

فمن  يوم بلا أمس ليوم

بغير  غد إليه بنا يسار

ومن نفسين في أخذ ورد

لروع المرء في الجسم انتشار

وكم من بعد ما ألفت نفوس

حسوماً  عن مجاثمها تطار

ألم  تك بالجوارح آنسات

فكم بالقرب عاد لها نفار

فإن  يك آدم أشقى بنيه

بذنب ماله منه اعتذار

ولم  ينفعه بالأسماء علم

وما  نفع السجود ولا الجوار

فاخرج ثم أهبط ثم أودي

فترب الساقيات له شعار

فأدركه بعلم اللّه فيه

من الكلمات للذنب اغتفار

ولكن بعد غفران وعفو

يُعَيَّر  ما تلا ليلاً نهار

لقد بلغ العدو بنا مناه

وحل  بآدم وبنا الصغار

وتهنا ضائعين كقوم موسى

ولا عجل أضل ولا خوار

فيا  لك أكلة ما زال منها

علينا نقمة وعليه عار

تُعاقب في الظهور وما ولدنا

ويُذبح في حشا الأم الحوار

وننتظر الرزايا والبلايا

وبعد فبالوعيد لنا انتظار

ونخرج  كارهين كما دخلنا

خروج الضب أحوجه الوجار

فماذا الامتنان على وجود

لغير  الموجدين به الخيار

وكانت أنعما لو أن كوناً

نخير  قبله أو نستشار

أهذا  الداء  ليس له دواء

وهذا الكسر ليس له انجبار

تحير فيه كل دقيق فهم

وليس لعمق جرحهم انسبار

إذا التكوير غال الشمس عنا

وغال كواكب الليل انتثار

وبدلنا بهذي الأرض أرضاً

وطوح بالسموات انفطار

وأذهلت  المراضعُ عن بنيها

لحيرتها وعطلت العشار

وغشى البدر من فرق وذعر

خسوف للتوعد لا سرار

وسيرت الجبال فكن كثباً

مهيلات وسجرت البحار

فأين ثبات ذي الألباب منا

وأين  مع الرجوم لنا اصطبار

وأين عقول ذي الإفهام مما

يراد  بنا  وأين الاعتبار

وأين  يغيب لب كان فينا

ضياؤك من سناه مستعار

وما أرض عصته ولا سماء

ففيم يغول أنجمها انكدار

وقد  وافته طائعة وكانت

دخاناً  ما لفاتره شرار

قضاها سبعة والأرض مهداً

دحاها فهي للأموات دار

فما لسمو ما أعلا انتهاء

ولا  لسمو ما أرسى قرار

ولكن  كل ذا التهويل فيه

لذي  الألباب وعظ وازدجار

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الشبل البغدادي

avatar

ابن الشبل البغدادي

العصر العباسي

poet-Ibn-al-Shibl-al-Baghdadi@

20

قصيدة

5

الاقتباسات

11

متابعين

محمد بن الحسين بن عبدالله بن أحمد بن يوسف بن الشبل، البغدادي، أبو علي وُلِد عام 401 هـ. أديب وشاعر وفيلسوف وطبيب وفقيه ولغوي وفلكي .من أهل بغداد، مولداً ووفاة. أقرأ ...

المزيد عن ابن الشبل البغدادي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة