يخبرك من عرف العراقي انما
ركناً بيننا بعالي المجد لن يتهدمِ
قوم أباةٌ مرخصين نفوسهم
حرصوا على الشرف الرفيع ليسلمِ
كرام النفس طابت اصولهم
سليلوا المجد من عمرو و حاتمِ
أنعم بأبناء العراق إنهم سمر
السواعد من كل حكيمٍ و لهذمِ
ملأوا الديار و في كل دار لهم
منها لواء و رايات و مَعْلَمِ
غدر بهم رجال الغرب في حين
غفلة سكت عنها فم الزمان الَأبكمِ
شتت شمل الكرام بظلمه و
عند العذر جاد اعتذارا تَلعثمِ
خسروا نزال الحرب و إن يكن
جانبهم عزيز و عِرضهم لم يُكلمِ
أُباة الضيم كرام يشهد التاريخ
لهم أذا حُرمت باقي الاناس المكارمِ
الحمد لله جَمَّع شملهم فنامت
عيون العِدا و عين الله لم تنمِ
بنينا و اعلينا البناء وهذا لسان
الدهر في مدح العلا يترنمِ
نحن غشينا خطوب الدهر حين
حدوثها و انكرنا خسيس المغنمِ
اذا دعتنا المكرمات نجيبها بالغيث
من بطن السحاب السواجمِ
فعالنا تزن الجبال مهابة و ما
دعاوي باقي الناس الا مزاعمِ
اياديهم تفيض بالندى كانها
تصب على جراح المعوزين البلاسمِ
و لم تكل لهم اي عزيمة و لو
إنَّ الدار قفرٌ بشحيح الموسمِ
ولى التفاخر بالقنا و الخطب
لا بالسيف لكن بالمكارم يحسمِ
سوى أن قومي كرام ذوي محتدٍ
نأبى و لا نساق بسيفٍ اعجمي
ما ضلوا طريق المكرمات و لو
كان صدر الليل جوناً ادهمِ
أدبنا التحالف بفتية اقلة كأن
الأشاوس يأتون فيها من العدمِ
لا خير في فخر الفتى المغتر
بقومه فلقيته عند التناظر يهزمِ
232
قصيدة