الديوان » عبد الكريم المحمود » مقبرة الأحياء

عدد الابيات : 37

طباعة

ليتني يا طير مثلك

بجناحين أصيرُ

فأفكّ القيد عن نف

سي وفي الجوّ أطيرُ

مسرعاً أطوي المسافا

ت بعزمٍ لا يخور

تاركاً أرضاً يغطّي

ها التجنّي والفجور

عمّها كفرٌ وظلمٌ

ونفاقٌ وغرور

وتغشّاها ظلامٌ

دامسٌ ما فيه نور

فهي للأعمى مراحٌ

لا يُرى فيها بصير

أجدبت من كل خير

فهي شرٌّ مستطير

أقفرت منها المراعي

وذوت فيها الزهور

جفّت الأنهار منها

وتحامتها الطيور

غادرتها كل نفسٍ

حرّة فهي قبور

ظل فيها البوم وحشاً

بصياحٍ يستجير

تحضن الموتى وتدعو

أن متى يأتي النشور

أرض شعبٍ مستضامٍ

مستذلٍّ لا يثور

ساقطٍ في حومة البغ

ي به الأرض تمور

ليس إلا نفَسٌ يص

عد أو عينٌ تدور

أثملتهُ خمرة الطا

غي وأرداه الفتور

فغدا مُلقىً صريعاً

وهو للسكر أسير

ليس يدري كيف تجري

من حواليه الأمور

تنهش الغربان من جثّ

ته وهو حسير

لا تذبّ الكفّ عنه

والأذى فيه مرير

واذا أطلق صوتاً

زاجراً فهو شخير

آه يا شعب العراق ال

مبتلى كيف المصير

كم دمٍ حرٍّ على رأ

سك ألقاه النذير!

كم دموعٍ للثكالى

بين عينيك تفور!

فمتى يا شعب من سك

رته يصحو الضمير

ومتى ينسلّ من أع

ضائك الداء الخطير

ومتى ينجاب عن رو

حك يأسٌ وكفور

ومتى تكسر من قي

دك ما غلّ الحقير

ومتى تخلع ما أل

بسك الوغد الأجير

ومتى تستغفر الل

ه وللدين تحور

ومتى يبزغ في ظل

متك البدر المنير

كم من الأعوام مرّت

والطواغيت تجور

شمّروا فيك كلاباً

همّها الفتك المبير

فلهم فوقك نابٌ

ونباحٌ وهرير

ليس ما يأتون إلا

منكراتٌ وشرور

آه يا شعب العراق ال

مبتلى كيف المصير؟

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الكريم المحمود

عبد الكريم المحمود

34

قصيدة

شاعر وباحث عراقي ، مواليد البصرة 1959م ، دكتوراه في الأدب والنقد الحديث من جامعة الكوفة 2009م .

المزيد عن عبد الكريم المحمود

أضف شرح او معلومة