طيفانِ مَرَّا يَقرآنِ الليلَ غَفْوَهْوالبَدرُ فَوقَهُما مُسجّىً بالغُيومْ
والدَّربُ مَدَّ ذراعَهُ في الصَّمتِ،لا مِنْ خُطوَةٍ تَمشي ولا طَيرٍ تَحومْ
والرِّيحُ تُكمِلُ صُورَةَ التَّودِيعِللمنأى تَرومْ
لا جَـــفنَ ..لا شُــبَّاكَ ..حتّى بالفَضاءِ تَدَثَّرَتْ كُلُّ النُّجومْ
فَتَنَقَّلا بينَ الشَّوارِعِ يَسألانِالصَّمتَ عن لُغَةِ الكَرىوتَرُدُّ أَطيافٌ ثَوَتْ تحتَ الثَّرى:"رَبَضَ السُّباتْ"
**
طَيفانِ طافا بينَ أروقَةِ المَدينَةِيَرسُمانِ الشَّوقَ دَرباً، والخَرابُ يُبَعثِرُ الألوانَ،يَجْتَث الصُّوَرْ..
طَيفانِ ما زالا بِجُهدٍ يَبحَثانِ عَن البَشَرْطَافا.. وطافا.. ثُمَّ طافا..لا بَشَرْ!
فَتَفَكَّرا..لِيَقولَ طَيفٌ مِنهُما لِصَدِيقِهِ:هَيّا لِنَلعَبَ لُعبَةً .. وتَكونُ فِيها نائِماًوأكونُ طيفاً مُفعَما بالعِشقِ لا أُبقي الكَدَرْ
الطّيفُ نامَ ولَمْ يَفِقْوصَدِيقُهُ يرنو لألوانٍ عَلَتْ مِنْ رُوحِهِعَرَجَتْ تَخُطُّ البُعدَ فِي حَرفٍ لَبِقْ
الطّيفُ يرنو للمدى وتَرَقْرَقَتْ مِنْ جَفْنِهِ ألوانُكونِ الحُلمِ في ليلِ السَّهَــرْ
الطّيفُ خَطَّ رَحيلَهُ ينأى عَن الليلِ المُكلَّلِفي كوابيسِ القَــدَرْ
الطّيفُ سارَ..بِلا وَداعٍ..لا اتِّجاهٍ ..لا طَريقْ
الطَّيفُ فارَقَ جَفنُهُ مَرَحَ الصَّدِيقْ
طَيفانِ مَرَّا مِنْ هُـــنا..
مَــــرَّا..
ولَمَّا غَادَرا بَقِيَ الـــــــ"هُنا"وَطَناً لِكابوسِ المُنى يُخفي البَريقْ
8
قصيدة