في  حمى  ذاك الله حمى
ورد صفو راق في وادي حما
قل  ما أحسو من الثدي اللبن
كان شربي من أنابيب الشجن
قبل ما أدري مكاني والزمن
وعلى  عرش جسمي سما
قبل أن أعرف أرضاً وسما
قبل وضعي فوق ديباج السرير
أخذوني والحشا فيه سعير
وإلى وادي طوى جدوا المسير
ملأوا  قلبي غراماً ونما
وعلى  تلك الحميا علما
هم رجال الغيب أخوان الصفا
بينهم ورد الأماني لي الصفا
خصهم ربي بحسن الأصطفا
وبهم  أصبحت صبا مغرما
من غرامي اسكب الدمع دما
وشحوني بوشاح الأهتدا
ونفوا عن هيكلي ثوب الردى
وجلوا من داخل القلب االصدا
وقماطي  والرقى من قبل ما
حل  قلبي في هواهم كلما
جعلوا  مهدي على تلك الربا
حركته بالهوى أيدي الصبا
وشداني  طير أغصان قبا
فارتضعت الشوق في عذب اللما
وحلالي قبل أن انفطما
وأنيسي ظبي هاتيك العرب
في ظبا ألحاظه قلبي سلب
بعد  ما كنت بلهو وطرب
بحشائي نار موسى أضرما
وبطور الوصل حبلي صرما
ولهذا أحرقت نار الهوى
مهجتي والقلب بالهجر انكوى
صحت  من ألم التصابي والنوى
من  مجيري من غرام كلما
رام أن يطفيه الدمع نما
ها أنا نشوان من راح الهوى
ولذا نجمي على الضعف هوى
وصلهم والهجر في قلبي استوى
فعلى الحالين فيهم دائماً
صرت استحلي البقا والعدما
إن قلبي بالهوى العذرى نشا
وصبا  غصني به حتى انتشى
وبفرع الغيد ليلي اغطشا
ذقت من عذل عذولي ألماً
ليته  من لوعتي لا سلما
أذني صمت عن الواشي اللئيم
وأنا في حب من أهوى أهيم
لم  أزل أشرب كأساً من حميم
من  ملام  لفؤادي  لما
قطع اللاحي وذاق العلقما
وصلاة  الله ربي والسلام
لأبي  الزهراء مصباح الظلام
وعلى  الأصحاب والآل الكرام
ما شدا طير على غصن وما
عقد نظمي باللآلي انتظما