الديوان » سوريا » محمد الحسن الحموي » أنا في حضرة التوحيد خالي

أنا في حضرة التوحيد خالي
عن  الأوهام في مولى الموالي
ومن  قديم بحانات الجمال
سقاني الحب كاسات الوصال
فقلت  لخمرتي نحوي تعالى
صفت بجمالها كصفا عروس
وأشرق نورها كسنا شموس
ببسم  الله  في وقت نفيس
سعت ومشت لنحوي في كؤوس
فهمت بسكرتي بين الموالي
سنا  أنوار توحيدي يعم
بني عصري وبالنجيا يتم
فقلت  إلي رجال الله أموا
وقلت لسائر الأقطاب لموا
بحاني وادخلوا أنتم رجالي
إلى  نور الإله صفا شهودي
فنيت  به وغبت عن الوجود
رجالي أكثروا ذكر الودود
وهيموا واشربوا أنتم جنودي
فساقي القوم بالوافي ملالي
أنار الحق بالتوحيد فكري
وسار على التقى والدين ذكري
رجالي أنتموا من غير نكر
شربتم  فضلتي من بعد سكرى
ولا  نلتم علوي واتصالي
مقامي في طوى التقديس كائن
يضوع شذاه في كل الأماكن
جنودي في ذرى خير المدائن
مقامكمو العلى جمعاً ولكن
مقامي فوقكم ما زال عالي
أهيم بذكر من أهوى بوجد
وبالإخلاص بصفو حوض وردي
أقول  لكل ذي جهل وعند
أنا  في حضرة التقريب وحدي
يصرفني  وحسبي ذو الجلال
أنا المعروف في شرق وغرب
أنا الموصوف في أحوال قربي
أنا أخلصت بالتقوى لربي
أنا البازي أشهب كل قطب
ومن  ذا في الملا أعطي مثالي
سريت على التقى شرقاً وغرباً
ونلت بحضرة التقديس قربا
وفي روض العلوم مع الألبا
درست العلم حتى سرت قطبا
ونلت السعد من مولى الموالي
فشرفني  الإله بنور علم
وأكرمني  به  بأدق فهم
به  لما  سريت بخير حزم
كساني خلعة بطراز عزم
وتوجني بتيجان وأعطاني سؤالي
فإن  بشائري بالسعد حقت
وأوقات الصفا راقت ورقت
لذاك أقوال من نفس ترقت
طبولي في السما والأرض دقت
وإقبال  السعادة قد بدالي
أنا  من  أسرة  قوم كرام
بهم أحظى بغايات المرام
وأسمو رفعة بين الأنام
أنا الحسنى والمخدع مقامي
وأقدامي على عنق الرجال
أراني  الحق بالقرآن شرعاً
سموت به كما أحرزت نفعا
وعززني وبالتعزيز أدعي
وولاني على الأقطاب جمعا
فحكمي نافذ في كل حال
ولقتني  من الآلهام سراً
سريت بنوره بحراً وبراً
بعين بصيرتي جهراً وسرا
نظرت  إلى بلاد الله طرا
كخردلة على حكم اتصالي
رأيت  الحق في أسمى منار
يلوح لنا كشمس في نهار
لذا حكمي مع الأقدار جاري
فلو ألقيت سرى فوق نار
لخمدت وانطفت من سر حالي
ولو سرى سري في روض نبت
لأنبته المهيمن خير نبت
وأينع زهرة في حسن سمت
ولو ألقيت سرى فوق ميت
لقام بقدرة المولى مشى لي
ولو  ألقيت  سري للمعالي
لعزت  بين أرباب الكمال
ونالتها الفحول من الرجال
ولو  ألقيت سري في جبال
لدكت  واختفت بين الرمال
ولو  سرى في كل ساري
لنال  من الملا خير اعتبار
وتوفيق  الإله  له يباري
ولو  ألقيت سري في بحار
لصار الكل غوراً في الزوال
فيا  لله أسرار تسير
مع  الأقدار  في فلك تدور
لأيامي بها منها سرور
وما  منها شهور أو دهور
تمر  وتنقضي إلا أني لي
تعرفني  ببسط  كل أمر
بنطق حقيقة ما دام عمري
بها  الأقدار تسعدني بسيري
وتخبرني بما يأتي ويجري
وتعلمني فاقصر عن جدالي
يميني نال منها طيب لئم
ملوك محاسن في كل يوم
لذاك  أقول  متفاخراً لقومي
بلاد  الله ملكي تحت حكمي
ورقتي قبل قبلي قد صفا لي
مريدي  أنت بالإسعاف مني
ظفرت كذاك فزت بخير من
وسدت  بكل معلوم وفن
مريدي لا تخف واش فإني
عزوم  قاتل عند القتال
يذكر  الله أشرق نور قلبي
ونال  من القريب أعز قرب
رأيت  الله  للداعي يلبي
مريدي  لا  تخف الله ربي
حباني رفعة نلت المعالي
بحضرتنا يطيب لك التدني
وتحرز  خير إيمان وأمن
وتظفر بين قومك بالتمني
مريدي  هم وطب واشطح وغن
وافعل ما تشا فالأسم عالي
بعين الحق زال الغين عني
وصار الذكر بالأسحار فني
وصلت وفزت بالعلم اللدني
وكل  ولي  له  قدم واني
على  قدم النبي بدر الكمال
عليه الله صلى بالسلام
مع  الأصحاب والآل الكرام
وأحباب سموا بين الأنام
مدى الأزمان ما ختم الكلام
صفا وسما به نور المقال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمد الحسن الحموي

avatar

محمد الحسن الحموي

سوريا

poet-Mohammed-Al-Hassan-Al-Hamwi@

218

قصيدة

3

الاقتباسات

7

متابعين

محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد السمان، أبو العزم، جمال الدين الحسيني الحنفي الحمودي. باحث، شاعر أديب،عالم مسلم ومتصوف وكاتب وشعر سوري ولد في حماة سنة 1877م من أهل حماة. تعلم ...

المزيد عن محمد الحسن الحموي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة