الديوان » لبنان » جرجي شاهين عطية » ذو الحزم يسمو والمهيمن ينصر

عدد الابيات : 51

طباعة

ذو الحزم يسمو والمهيمن ينصر

أهل  الفضيلة والعدالة تظفر

والبطل يمحق باسه جيش الهدى

والبغي يمحوه العليُّ يقهر

لم تسط كف البغي بين جماعةٍ

غلا بسيف الحق عادت تبتر

والحق  مثل الشمس في فلك العلى

أنواره بالحجب ليست تستر

فإذا توارى تحت سحب غوايةٍ

مهلاً تراه بعد حين يسفر

كانت سماء الشرق حالكة الدجى

واليوم  أشرق أفقها المتكدر

فلقد نأى عنها الظلام مبدداً

مذ  قد تألق في علاها النيرُ

بشراً بني الوطن الكرام ففوزكم

أضحى على صحف الدهور يسطرُ

فوزان  ففوز بالمقام ومثله

بعظيم  شأن فضله لا ينكر

علم السيادة الكرامة والتقى

بثناه أقطار البلاد تعطَّرُ

بركان  له الطهارة بردةٌ

سمح كأن له المحامد عنصر

هذا  إمام الحق رافع شأنه

مولى  الكمال ملانيوس الأطهرُ

شخص الفضيلة والصلاح كأنّهُ

من  طينة اللطف البديع مصور

هذا هو الراعي الأمين لوفده

سر  القطيع وقد بدا يستبشر

وكذا  الخراف تطيع راعيها إذا

كانت لديه ومن سواه تنفر

يا  سيد الأحبار يا من لفظه

في يوم إلقاء المواعظ جوهر

بسناك قرَّت عين شعبك مثلما

أمست به مقل الحواسد تبهر

طربت بطلعتك الرعية فاغتدى

عن وصف بهجتها اليراع يقصر

لله  يوم سدت فيه وأقبلت

رسل التهاني للأنام تبشّرُ

فمظاهر للسعد ما بين الملا

كثرت وآمال بشخصك وأكثرُ

ما  منتهى تشرين الأول

جديد عصرٍ فيه دهرك يفخرُ

رفعت إليك عصا الرعاية أرخوا

فيه وحلت في يمينك ثمر

من حبرنا غفريل نبراس الحجي

زُفت  إليك برونق لا يسترُ

ركن  الفضيلة صاحب التقوى الذي

عرفت مناقبه الحسان إلا دهر

أهدى عصا موسى إليك فغار مذ

أهداكها بحر الدموع الأحمرُ

ولسوف تزهر في يديك نظير ما

بيد النبي الحبر كانت تزهر

فانصر  بها الدين القويم وأنه

بثباته بين الملا يستظهر

وانشر بين بنود العلم فوق صروحه

فلو مدحك في البرية ينشر

وعسى نرى فيه النجاح مشيدا

بوطيد عزمك والتأخر يقهر

ومعاهد الآداب شامخة الذرى

ومحافل العلم المفيدة تعمر

ولأنت ذو الحزم الذي قد أصبحت

بمديحه أرجاؤنا تتعطرُ

ولك العزائم وهي شمُّ رواسخ

ومكارم عنها تقل الأبحر

أحبارنا  أن القدير حباكمَ

بحميد فوز في الأقاصي يذكرُ

يا عمدة الفضلاء تلكم نصرة

هيهات تنسى ما تمر الأعصرُ

نظر المهيمن منكم بجهادكم

حزماً يعز وطول صبر يشكرُ

فإنا لكم ظفراً جليلاً لم تكن

هذي الربوع له نظيراً تنظرُ

هذه نتيجة صبركم وثباتكم

إن  النجاح مرافق من يصبر

بل  كيف لا تتغلبون وحقكم

بادٍ كنور الصبح بل هو أظهر

لم تطلبوا غير الحقوق وملكنا

عبد الحميد لها النصير الأكبرُ

ملك تهاب قضاءه أسد الشرى

ويذل  من سطوا ته المتجبرُ

ملك  كان له ملائكة العلى

حرسٌ وأحكام المهيمن عسكرُ

قد  عمَّ أبناء البسيطة فضله

وبعدله  رسل الحقائق تخبرُ

ليست مناهل أمنهِ تحمى ولا

نار  المظالم في ذراه تسعرُ

دار  الجميع على رضاه فنما

لقلوبهم  طراً رضاه محور

يفدي المليك عبيده من ملة

تسمو  علاءً في حماه وتفخر

لوَّاذةٍ  شرفاً  بوارف ظله

عن ورد طاعة حكمه لا تصدر

قد  عمها بهباته وهو الذي

برضاه  فاز إمامها المتصدَّر

السيد السند المعظم والذي

أضحى  عليها في النوائب يسهرُ

فاهنأ بما أوليت يا علم الهدى

من  منَّةٍ فهو الهناء الأكبرُ

واسلم  لمنصبك الخطير فإنه

بمقامك  السامي يليق ويجدر

لا  زلت في رغدٍ به طول المدى

وشذا  فعالك للنوادي ينشرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جرجي شاهين عطية

avatar

جرجي شاهين عطية

لبنان

poet-Jurji-Shaheen-Attia@

82

قصيدة

4

الاقتباسات

3

متابعين

جرجي بن شاهين عطية. أديب وشاعر لبناني، من أصحاب المعاجم. أنشأ مجلة المراقب (1908 - 1913) وعمل في التعليم مدة طويلة. أشهر كتبه (المعتمد - ط) معجم عربي مدرسي. وله (رد الشارد ...

المزيد عن جرجي شاهين عطية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة