أأذنبَ  في  لونه  الأسودُ

فتعذبيه  عملٌ يُحمَدُ

وأحدث في الكون أمراً فرياً

فإيلامه  غرضٌ  يُقْصَدُ

وهل  شكل  جلدته زلةٌ

فما انفك يضرَبُ أو يجلدُ

ألا  عفوُ عن إثمه يرتجى

ولا  مسعفٌ  ثمَّ أو مسعدُ

فلا اللص مضطهد مثلهُ

ولا  الفوضويُّ ولا الملحدُ

رويداً بني العالم المُستجدِّ

فأين  حنانكم  المفردُ

رويداً  بني النور والكهرباءِ

ضياؤهمُ للورى يرشدُ

رويداً  رجال النهى والعلومِ

الأولى  عنهمُ فعلهم يشهدُ

رويداً  دعاة  الصلاح الذين

عظاتهم  الدر والعسجدُ

رويداً  فما شأن هذا الشقي

يعذَّب  ظلما ولا يُنْجَدُ

ولا  ذنب ياقومُ أصلاً عليه

ولكنه   هكذا   يولدُ

لعمري  ماسمع الناس قبلاً

حوادث  مثل التي تسرَدُ

"ولا عرف ""اللنش"" أهل القفارِ"

ومن  كان  بارئهُِ  يجحدُ

ولا قيل إن حبيساً بسجنٍ

هو الحصن للعدل والمعهدُ

لديه الجنود ومن حوله

ألوف   جلاوزةٍ  ترصدُ

يفاجئه القوم رأد الضحى

وكف القضاة لهم تعضدُ

ويمضون جهراً به في الشوارع

والخلق  من حولهم يزبدُ

"وشنقاً بسلك ""التلغراف""

يهلكَ لله ما ذلك المشهدُ

مع البرق قد طيروا روحه

وكلهمْ  مبرقٌ  مُرعدُ

وما  ردهم  حاكمٌ  عادلٌ

ولا  صدهم عسكرٌ يحشَدُ

ولم  يثنهم  حارسٌ قائمٌ

على حفظ أمن الورى يسهدُ

ولا أكبر الناس ما أقدموا

عليه ولكنهم أحمدوا

ولا  أنكروا فئةُ قد جنت

ولكنهم  فعلها  أيدوا

فإن  قيل  هذا أثيمٌ فقل

أفي  الإثم  هذا الفتى مُفْردُ

أما  سرق  الناس من قبلهِ

ألم  يفسقوا  أو لم يعتدوا

أما  في  الملا سلطةٌ يلتقي

عقوبتهُ عندها المفسدُ

ولكنه البغي حتى العبيد

هم السود والأبيض السيد

وحتى  المعالي حرام عليهم

مهما يجدوا وما يجهدوا

فلا يمنحون الوظائف في الحكم

وهي  إلى  غيرهم تسند

وأمتاز غيرهم قط عنهم

ولكنه  الأصل والمحقد

ومن عجب أن من يؤلم الكلب

فالعفو  عن  ذنبه يبعد

ومن  عذب الخيل بالسوط ضربا

فبالسجن تأديبه يعهد

ومن  قتل الهر نؤخذ منه

لحكامه   دية  تنقد

ومن  لم رنقة بهيم بالهيم

فإن  عليه الملا يحقد

ولكن من يقتل السود يثنى

عليه ويمدحه المنشد

أبالرفق تلك البهائم أولى

أم القوم ضلوا فلم يهتدوا

الأحسبوا  الزنج في السئمات

فرقت  لحالهم الأكبد

إلهي أهدنا نهجك المستقيم

فإن  العباد  لقد أفسدوا