الديوان » لبنان » جرجي شاهين عطية » ما درت مثل عيدك الأعياد

عدد الابيات : 61

طباعة

ما  درت  مثل عيدك الأعيادُ

يا  جلوساً  تقرُّ فيهِ العبادُ

أنت  للدهر  آيةٌ  تمَّ  فيها

للأنام   الهناءُ  والإسعادُ

ألبستك  الأفراح  حلَّة  نورٍ

قد  أعارتها  وشيها الأمجادُ

أنت بين الأيام واسطة العقد وأنت

المنى    وأنت   المرادُ

كم  رقبناك  باشتياقٍ وتاقت

للقاك  القلوبُ  والأكبادُ

يا  جلوس  المليكِ حيَّاك

هتَّان الأماني وغيثُها الجَواد

بك يحيا فينا الحبورُ كما أضحت

بعبد  الحميدِتحيا  البلاد

يا  رعى  الله عاهلاً قد رعانا

منه  عدلٌ  وحكمةٌ  وسدادُ

"وحمى في سماءِ""يلدز"" بدراً"

بسناهُ   للعالمين  رَشَادُ

"قد  هدانا""سبعا  وعشرين""في"

سبل  الأماني رأيهُ النَقَّادُ

تنجلي من ضيائه ظلمُ الغمّ

وتهمي  به الخطوبِ الشدادُ

عاهلٌ  عمتِ  الأنامَ أياديهِ

فأنىَّ  يحيطها  التعدادُ

طالما قصَّر البليغ عن استيفاء

آلائهِ      وجفّ     المدادُ

رتع  الناس منهُ في ظلّ أمن

زهناء   ماشابه  أنكادُ

غن  دهت دهماءُ المشاكل جلىَّ

مبهمَ  الأمر  فكرهُ الوقّادُ

أو تولي بعض الأمور اعوجاج

بهداه    يقوم    المنادِ

أو  ألَّم  الفساد يوماً بقوم

زال  في حزنه المتين الفسادُ

أو  أصابت جسم الغلام جراحٌ

كان  من زعمه الصقيل الضمادُ

خصه  الله  من  ذكاءٍ  وإقدامٍ

بما   لم   تفز  بهِ  أندادُ

وحباهُ  الملك  الذي شيدتهُ

بالعوالي  وبالقنا  الأجدادُ

فأبان  الاصلاح  فيها جلياً

لا  ترى  إنكارا  له الحسادُ

"أرسل""البرق""  في البلاد فأضحت"

بسناه   تقربُ  الأبعادُ

"وأسار""القطار"" يعدو حثيثاً"

فغدا  للعمران فيه ازديادُ

وأرانا من اختراعات هذا العصر

مافيه نجحنا يستفاد

وعلى أنقاضِ الجهالة للآدابِ

والعلمِ  قد  أُقيم  العمادُ

فازدهت  دولة المعارف وانتاب

صروح الجهل الطوال انهدادُ

تلك آثاره فلو صمت الأقوام

عن  مدحهن  صاح  الجمادُ

"جادك الغيث يا""فروق"" فكم"

حام  على ربعك المفدى الفؤادُ

حيثُ  عرش  المليك قام وقد

حاطته  من أملاكِ العلى أجنادُ

"حيثُ غصَّ""البوسفور"" في بارجات"

راسيات   كأنها   أطوادُ

وعلى  جانبيه تبدو جيوشٌ

جاثماتٌ   كأنها   آسادُ

تقهرُ  الباسلَ العنيد فلا تدنو

إليكِ    الأعداءُ    والأضدادُ

"أنت  قطب الدنيا فلا""مصر"" نالت"

"شأوك  المرتقي ولا""بغدادُ"""

أنتِ عين الزمان كم صبت العين

لمرآك  واعتراها السهادُ

فيكِ ملكٌ بحبه هامت الأنفسُ

منا   وقد  تناءى  البعادُ

ودمانا   وقفٌ   عليه  فلا

نرجع حتى تضمنا الألحادُ

"آل  ""لبنان"" عن هوى الملك"

ما انفكوا وعن شرع حبه ماحادوا

جوده  فائض عليهم فكل

في   رضاه  بروحهِ  جوادُ

همُ  قد عودوا هواه وما للمرء

في  الدهر  غيرُ  ما يعتادُ

خلت  عيد الجلوس أن ذاك

يوم الحشر فالطور مائل ميادُ

وألوف    الآهلين   ماجت

بيت  الدين يحلو لها بها الانشادُ

كلما  زادت  في النشيد دعاءً

رددت صوتها الربى والوهادُ

ما  أحيلى الفرسانُ حين تباروا

في  فناها بهم تخبُّ الجيادُ

مثلما يفعلون حباً بتأييد لوا

الملك  يوم يصلي الجلادُ

أو  لم تغننا المشاهد إذ صفت

بهاتيك  الباحة الأجنادُ

"جمعت  في ظل""الهلال"" تنادي"

هكذا   هكذا  يتم  اتحادُ

ثم  أضحى صوت البنادق يدوي

فتجيب  الأغوار  والأنجادُ

يومض  البرق لمحة كشهابٍ

ثم  يتلو  وميضهُ  الإرعادُ

فتعالى  من  الدخان ضبابٌ

حاجب للسماء منه انعقادُ

ساعةٌ مثلت لنا كيف قهر الخصم

إذ  تورى  للحروب الزنادُ

صاح قف بي إذ ظلمة الليل وافت

فجلتها   الأضواء  والأفنادُ

أزرت الأرض بالسماء فشهب

الأفق مما على الثرى حسادُ

وكأن الأرض استهانت بتلك الشهب

حتى  رامت  لها تصطادُ

فسارت  أفاعي النار في الأفق

فثارت  إلى  العلى تنطادُ

ثم  عادت على الثرى ناثراتٍ

شهباً  لم  تحط بها الاعدادُ

ليس  بدعٌ  أن لم يكن ذا ظلامٍ

ذلك  الليل  حسبما يعتاد

فلعمري   أن  الظلام  حداد

أوفي  هذا  اليوم  يلفى حداد

طرب  القلب فبه والثغر أضحى

باسما إذ جفا العيون الرقاد

كل  ذا  جلالا  لعيد  مليك

كل   أيام   ملكه  أعياد

فله  ضجي يا مواطن دوما

وبتأييده  اهتفوا يا عباد

صانه  ربي  ما  إضاء هلال

وليدم  خادماً  له الإسعادُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن جرجي شاهين عطية

avatar

جرجي شاهين عطية

لبنان

poet-Jurji-Shaheen-Attia@

82

قصيدة

4

الاقتباسات

0

متابعين

جرجي بن شاهين عطية. أديب وشاعر لبناني، من أصحاب المعاجم. أنشأ مجلة المراقب (1908 - 1913) وعمل في التعليم مدة طويلة. أشهر كتبه (المعتمد - ط) معجم عربي مدرسي. وله (رد الشارد ...

المزيد عن جرجي شاهين عطية

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة