الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » أضحكتنا ورب ضحك بكاء

عدد الابيات : 50

طباعة

أضحكتنا  ورب ضحكٍ بكاء

فترةٌ  من زماننا رعناء

فترةٌ ضاعت المقاييس بين الـ

ـناس  فيها وسادت الأهواء

خلقت  من خشارة الناس رهطاً

عرفت  بعد خلقه الآباء

لمةٌ من بني الشوارع عاشت

حيث عاش الأعيارُ واللقطاء

فتحت  عينها على السغب المر

فكادت أن تيبس الأمعاء

حشرات طلعن من طبقات الـ

ـأرض لما استتبت الظلماء

وجراثيم  حين لاءمها الما

ء  تفشى من سمهن الوباء

رفعتها من الحضيض ولم تر

فع نهاها فمسها الخيلاء

وكذاك اعتلاء من ليس أهلاً

للمعالي  مصيبةٌ وبلاء

يا لها فترةً من الدهر فوضى

يستوي الهدم عندها والبناء

كثر الإنتحال فيها وباتت

تستغل الأنسابُ والأسماء

لم  يفيئوا إلى التنحل لولا

أنهم  في أصولهم فقراء

ليت  شعري والعهد غير بعيدٍ

غبي الناس أم هم الأغبياء

وبماضيهم  إذا الدور ولى

فالألى  يعرفونهم أحياء

صحبوا  حملة الغزاة فجاءوا

مثلما  يصحب السيول الغثاء

وبأسلاب  غيرهم من ضحايا الـ

ـظلم يصحب السيول الغثاء

الإشباع  جوع  نكرات

سفكت في البلاد تلك الدماء

يا لسخرية المقادير فينا

لست أدري أما إليها انتهاء

كيف لا ترقبنَّ كل عثارٍ

من  قصيرٍ عليه طال الرداء

باع من فقره الضمير كما با

عت  لزانٍ عفافها عذراء

غره المرتقى فظن بأن الـ

ـناس  حاشاه أعبدٌ وإماء

وله  وحده الكرامة والعزة

والمجد والنهى والعلاء

تقرأ  العجب فيه من نظراتٍ

ملؤها الإحتقار والإزدراء

مطرق إن مشى كمن أشغلته

لحلول  المشاكل الآراء

لو  تصفحته وجدت ثياباً

فوق  جسمٍ كأنه المومياء

وكثيرون  لو تطلعت فيهم

كأساقٍ  في جوفهن هواء

مجدباً كالسباخ من كل خيرٍ

جل ما في جرابه الكبرياء

إن  تسل منه فالجواب اقتضابٌ

أو  تسلم  فرده إيماء

أو  ترجو من المغايض زهراً

ونبات المغايض الحلفاء

يوجد الخير حيث يوجد في المر

ء ضميرٌ يشع منه الضياء

وإذا  ما استنسبته قال إنا

من  إيادٍ وغيرنا الأدعياء

نحن من حاملي اللواء بذي قا

ر أبونا وأمنا البرشاء

وبنو عمنا الأراقم من تغـ

ـلب والأعشيان والخنساء

دارنا الغور والعذيب ووادي

الجزع  والأبرقان والدهناء

وجبال السراة تشهد أنا

عرب ليس غيرنا عرباء

هكذا تفعل المهازل في الد

يا  وتقضي الغباوة العمياء

وكذا يبطر الرخاء خفيف الـ

ـوزن من حيث لم يسعه الإناء

خفة  تشبه الجنون وحمى الـ

ـموم هاجت من خبثها الصفراء

وتمشت في الجسم رعشتها الخر

ساء فاعصوصبت بها الأعضاء

تتغنى بها البلاهة والطي

ش  وبعضٌ من الغناء بكاء

لا تلمه فقد رأى فوق ما لم

يتصور وزال عنه الشقاء

من  رياش تحفه في المقاصيـ

ـر وكانت تضمه القرفصاء

وتراه على الارائك جذلا

ن وقد كان في العراء الثواء

وتخب السيارة اليوم فيه

بعدما خد أخمصيه الحفاء

أيها الفترة اقترفت ذنوباً

قد  تلقى عقابها النبلاء

ليس هذا الزمان الا كتابا

أنت  منه الصحيفة السوداء

فيك راح الهوى يخط ويملي

لم  تقيده  ذمة أو حياء

طالما  غرت الظواهر عيني

وغطى على الظنون الرياء

ثم  دارت رحى الزمان فأبدت

لي ما ينطوي عليه الخفاء

رب داءٍ ترى من العار شكوا

ه  وشكوى يثنيك عنها الإباء

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة