الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » للسعي في طلب العلياء متسع

عدد الابيات : 42

طباعة

للسعي  في  طلب العلياء متسع

ما في الحياة على الساعين ممتنع

وللجهاد  إذا  تابعته  أثر

وللثبات إذا واصلته نجع

هيهات تعطيك ما لا تستحق بها

دنيا يكافح فيها البارع الصنع

لم يسلب الدهر شعباً برد عزته

لو  عز يوماً عليه الهون والضرع

العصر عصر كفاحٍ لا حياةَ به

لمعشرٍ  في زوايا دورهم قبعوا

رأس المصائب ما في الغرب من جشعٍ

لو اعطيت أهله الدنيا لما اقتنعوا

لولا  المطامع ما ألفيت من أممٍ

بيعت  بأبخس مما بيعت السلع

كم من دماء أراقوها وما نهلوا

ومن كنوز تولوها وما شبعوا

هب أنهم بحراب الجند قد أمنوا

والجيش من طبعه التنكيل والقذع

فلن يطول لهم والدهر ذو غير

إخضاع قومٍ لغير الحق ما خضعوا

قل للبلاد التي قد ثار ثائرها

هذا  دواؤك  ما إن مسك الوجع

الحق إن لم يعنه السيف منخذلٌ

والملك إن لم يصنه العدل منتزع

وكل  أمنية  إن  كان طالبها

غير المهند فاعلم أنها خدع

أصدى بنهضتك الوادي فكان لها

فيه  دوي مدى الأجيال مستمع

رمزاً ليومك هذا الجمع محتفلٌ

وللتيمن  في  ذكراه مجتمع

ذكرى إذا استعرضت نفسي حوادثها

ألفيت  قوماً على روح الوغى طبعوا

عج  بالفرات وسله عن مواقفهم

يجبك عما بذاك اليوم قد صنعوا

رجال  حربٍ  إذا حلوا بساحتها

طغى على جانبيها الرعب والفزع

يمشون  عدواً إليها مشي عاصفةٍ

هوجاء  تجتاح ما تلقى وتقتلع

المرهبون  عداهم  في فجاءتهم

كما يفاجئ وثباً صيده الصبع

تخالهم  كالأفاعي الرقط ان وثبط

يوم الوغى من بطون الأرض قد طلعوا

لم يعرفوا الخوف إن جد البلاء ولو

أن السماء على هاماتهم تقع

يسترخصون  لدى الجلى حياتهم

كأنها والمنايا عندهم شرع

وبات  يحذر قتلاهم عدوهم

من شدة الذعر يخشى أنهم رجعوا

شاكو السلاح ولكن من عزائمهم

مدرعون  ولكن بالإبا ادَّرعوا

ملوا الشكاوى فلاذوا في بسالتهم

لتفهم القوم عنهم غير ما سمعوا

تعرضوا للمنايا وهي فاغرةٌ

فاها فما تلقم الهيجاءُ تبتلعُ

للطائرات  رعودٌ فوق أرؤسهم

وللقنابل  من  آفاقها  دفع

شكراً لكم أيها الصيد الذين دعوا

من  جانب الوطن المحتل فاندفعوا

لولاكم  لم نشاهد للحمى علماً

في الجو يخفق معتزاً ويرتفع

إن لم تضع نصباً هذي البلاد لكم

فقد كفاكم من التاريخ ما يضع

تعهدوا  يا شباب اليوم موطنكم

من أن تضيعه الأحزاب والشيع

كان  الوفاق لكم أيام نهضتكم

ركناً ولكن أراه اليوم ينصدع

مضى بما فيه عنكم أمس فاحترسوا

مما به الغد يأتيكم وما يدع

قالوا تجلد على البلوى فقلت لهم

ما كلف الله نفساً فوق ما تسع

جر  الشقاق  علينا كل نائبةٍ

فلم  يفد معها صبرٌ ولا جزع

من  قبلنا زرع الماضون بذرتها

حتى ربت فحصدنا اليوم ما زرعوا

لن  يقدر الشعب أن يجتاز محنته

ما  دام  رائدَ  من يقتاده الطمع

والمرء  ما انفك في هذي الحياة على

غرار  ما  عبدته النفس ينطبع

ولن  يرى راحةً في ظل وحدته

وفي  البلاد نفوسٌ شأنها الطبع

مرت بهم فرص الأيام فاغتنموا

مرورها واستغلوا الجهل فانتفعوا

لم  يبق من إثر الإسلام عندهم

لولا  مظاهره الأعياد والجمع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة