الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » تركت إلى الشباب هوى الغواني

عدد الابيات : 44

طباعة

تركت إلى الشباب هوى الغواني

وحرمت النسيب على لساني

وعنه  رجعت أدراجي بعيداً

عن الشبهات خشية أن يراني

يحق لهن أن يهزأن مني

كهزء المشرفيه من جبان

غداة قد استعر الرأس شيباً

وسار على خطاه العارضان

وصحن  حذار لا تخدعك فينا

حياةٌ  من وسائلها الأماني

لقد  فاتتك أيام التصابي

وأقوت بعدها تلك المغاني

كفى  بالشيب لو فكرت فيه

صريحاً لا يمين ولا يماني

صدقن وليس في الدنيا حديثٌ

بأصدق من مشاهدةِ العيان

ولم أر مثل شيبي من رقيبٍ

عليَّ إذا التفت إلى الحسان

يعنفني ويجهل أن عيني

تودعهن في نظرات فان

أصد بناظري عنهن طوعاً

إليه وأنتهي عما نهاني

كأن النفس لم تبرح صباحا

تراني كابن عشرٍ أو ثمان

وأنكد عيشة أني ونفسي

على طول المدى متناقضان

وما  استغربت أن ولى شبابي

وشابت لمتي قبل الأوان

فمنذ  نشأت حتى اليوم إني

أعاني من زماني ما أعاني

يداورني  الضنى وأروغ عنه

كأني والضنى فرسا رهان

وأرجع  كلما  ورقاء غنت

بذاكرتي إلى ماضي الزمان

بقيت بعزلتي أصغي إليها

كما يصغي الصيام إلى الأذان

كأن  بجوفها نغماً شجياً

تردده  المثالث والمثاني

ومن شجني غرقت بفيض دمعي

وفيض  الدمع أبلغ ترجمان

أخر  لصوتها صعقاً وأهفو

كأن غناءها لغة الجنان

يرف  إليك شوقاً كل عامٍ

فؤاد  فيك  يا لبنان عان

ونفس  حرةٌ لولاك كانت

ضحية  حر  وادٍ أرونا

صليت  بناره ففررت منه

كمذعور يفتش عن أمان

تقضى  العمر فيه بدون معنى

كعمر السمهري بلا سنان

ولو أني نزحت إليك كانت

حياتي فيك رائعة المعاني

كأن نسيمك الفياح طيباً

يمر على منابت زعفران

كأن  خمائل الوادي قيانٌ

لواعب  قد دعين لمهرجان

تناثرت القرى النضرات فيه

كما انتثرت عقود من جمان

كأني فيك وقت الليل باز

مطل من أعالي الجو ران

كأن  مسارج الوادي نجوم

لها  فلك يدور بهن ثان

إذا ذكرت مناظر كل أرضٍ

أشار  الناس نحوك بالبنان

يرونك  أوفر البلدان حظاً

يعد من الثقافة في مكان

تسامى قبلها أدباً وعلماً

وأسفر  عن فطاحل في البيان

حظيت من الأطايب والغوالي

بما لم يحظ فيه الرافدان

ثمارك كالعرائس حين تجلى

وإن زفت ففي حجل الأواني

تكاد  تذوب ناضجةً وتخشى

عليها أن تلامسها اليدان

فواكه يختلفن شذى وطعماً

وأحسنهن فاكهةُ الغواني

وتغبط  كل دارٍ فيك تحيا

حياة  منعمٍ بالغيد هاني

خرائد كالمها اتخذت كناساً

لهن ذراك من شم الرعان

إذا  ما لحن قلت بدور تم

بدت أو مسن قلت غصون بان

وتشهد بعلبك على مبان

خلدن  كأنها  آثار جان

تخيلها وقد دهشته طرفي

روائع  من  خيال لا مبان

ولولا الموت يالبنان حتم

لكنت ملكت أوصاف الجنان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة