الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » عش في زمانك ما استطعت نبيلا

عدد الابيات : 35

طباعة

عش في زمانك ما استطعت نبيلا

واستبق  ذكرك للرواة جميلا

ولعزك استرخص حياتك إنه

أغلى وإلا غادرتك ذليلا

شأن  التي أخلفت فيك ظنونها

فجفتك واتخذت سواك خليلا

تعطي  الحياة قيادها لك كلما

صيرتها  للمكرمات  ذلولا

كالخيل إن عرفتك من فرسانها

جعلتك تعتقد اللجام فضولا

العز مقياس الحياة وضل من

قد  عد مقياس الحياة الطولا

قل  كيف عاش ولا تقل كم عاش من

جعل الحياة إلى علاه سبيلا

لا  غرو إن طوت المنية ماجداً

كثرت  مآثره وعاش قليلا

ما  كان  للأحرار  إلا قدوة

بطل توسد في الطفوف قتيلا

بعثته  أسفار  الحقائق آية

لا تقبل التفسير والتأويلا

ما  زال يقرأها الزمان معظماً

من  شأنها ويعيدها ترتيلا

دوى صداها في المسامع زاجراً

من  عل ضيماً واستكان خمولا

أفديك  معتصماً بسيفك لم تجد

إلاه  في حفظ الذمار كفيلا

خشيت أميةُ أن تزعزع عرشها

والعرش  لولاك استقام طويلا

بثوا  دعايتهم لحربك وافترى الـ

ـمستأجرون بما ادعوا تضليلا

من  أين تأمن منك أرؤس معشر

حسبتك  سيفاً فوقها مسلولا

طبعتك  أهداف النبي وذربت

يدها شباتك وانتضتك صقيلا

فإذا  خطبت رأوك عنه معبراً

وإذا انتميت رأوك منه سليلا

أو قمت عن بيت النبوة معرباً

وجدوا  به  لك منشأ ومقيلا

قطعوا الطريق لذا عليك وألبوا

من  كل  فج عصبةً وقبيلا

وهناك  آل  الأمر إما سلةً

أو  ذلةً  فأبيت  إلا الأولى

ومشيت مشية مطمئن حينما

أزمعت عن هذي الحياة رحيلا

تستقبل البيض الصفاح كأنها

وفد  يؤمل  من نداك منيلا

فكأن  موقفك الأبيَّ رسالةٌ

وبها كأنك قد بعثت رسولا

نهج  الأباة على هداك ولم تزل

لهم  مثالاً في الحياة نبيلا

وتعشق الأحرار سنتك التي

لم  تبق عذراً بعدها مقبولا

قتلوك  للدنيا ولكن لم تدم

لبني أمية بعد قتلك جيلا

ولرب  نصر عاد شر هزيمة

تركت بيوت الظالمين طلولا

حملت بصفين الكتاب رماحهم

ليكون  رأسك بعدها محمولا

ما كان لو لم يتركوك ممزقاً

جرؤ الوليد فمزق التنزيلا

يدعون باسم محمد وبكربلا

دمه  غدا  بسيوفهم مطلولا

تمضي الدهور ولا ترى إلاك في الـ

ـدنيا  شهيد المكرمات جليلا

وكفاك تعظيما لشأوك موقفٌ

أمسى  عليك مدى الحياة دليلا

ما  أبخس الدنيا إذا لم تستطع

أن  توجد الدنيا إليك مثيلا

بسمائك الشعراء مهما حلقوا

لم  يبلغوا من ألف ميلٍ ميلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة