الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » لم تنجب الأيام إلا

عدد الابيات : 60

طباعة

لم  تنجب  الأيام  إلا

يوماً بمولدك استهلا

يوماً  إذا ما قيس كلـ

ـل الدهر فيه كان أغلى

فكأنما  ابتدأت به الد

نيا  وآدم عاد طفلا

فيه  انتهت تلك العصو

ر المرهقات عمى وجهلا

عدته  أعظم حادث

في  العالم الأرضي حلا

هو  سر  بعثتك الذي

كانت  به الأقدار حبلى

لله من صبح بِطل

عتك  البهية قد تجلى

برق  النبوة فيه أو

مض  فاستحال الجو وبلا

بك أخصب الوادي الذي

قد كان قبل اليوم محلا

لم  يزك  من نبت به

إلا  وكنت إليه أصلا

ما  زلت  سراً غامضاً

ضرب  الإله عليه قفلا

أدهشت  أرباب  العقو

ل  بعظم ما أوتيت عقلا

وبما  حويت من المآ

ثر  رأفة وندى وفضلا

وعظيم  خلق كان فيـ

ـكَ بكل منقبةٍ تحلى

فكأنما  جمع  الإلـ

ـهُ بشخصك القدسي رسلا

وكأنما عقد المشا

كلِ  قد بعثت لهن حلا

ملكت مواهبك العقو

ل  فأسرعت للطوع عجلى

ألقت   أزمتها  إِلَيـ

ـكَ فكنت قائدها المدلا

واسترخصت في حبك الـ

ـأرواح  حين عززت مثلا

لك  قد  فزعن صوادياً

فسقيتهن  الخير علا

أعظم بها لك من يدٍ

جمعت من الأشتات شملا

ومن  المواهب  عدةً

كالجيش يتلو الرتل رتلا

جاءت  بأعظم  دولة

كادت تهز الأرض طولا

ذكرى  ترددها  المآ

ذن والمنابر والمصلى

يا  دورة  الفلك التي

جعلت لنا التيجان نعلا

عودي  فحسبك  جنةً

فيها استحال الجد هزلا

عودي  فقد  آن  الأوا

نُ لكي نعيد الجور عدلا

إنا     لأعدل    أمةٍ

ملكت زمام الأمر قبلا

كنا  بغر  فعالنا

مثلاً  لأهل الأرض أعلى

في   كل  مكرمةٍ  إذا

ذكرت  لنا القدح المعلى

بلساننا  نزل  الكتا

ب  هدى ومعتصماً ووألا

ومنار  حق  كل من

فيه  تمسك لن يضلا

آياته  في  المشرقيـ

ـنِ إلى رشاد الناس تتلى

وبأرضنا  البيت الذي

حج الملوك إليه قبلا

وله  توجه  خاشعاً

من في أقاصي الأرض صلى

للدهر  كنا زينةً

ولأعين  الأيام كحلا

قومٌ  إذا حمي الوطيـ

ـسُ استأسدوا وثباً وصولا

يرعون بالعهد الوفاء

ويتبعون القول فعلا

هاك اقرئي وتصفحي

تاريخهم فصلاً ففصلا

سترين مجداً خالداً

يبلى الزمان وليس يبلى

مجداً أقامته النبو

وة  فاعتلى شرفاً ونبلا

جاز  المجرة صرحه

وسما على الشعرى محلا

لكنما  قضت المشي

ئة  أن تُحيل العز ذلا

عصفت بها ريح الخلا

ف فلم تدع للصرح ظلا

وعنت لها تلك الرقا

ب فبدلت بالطوق غلا

والملك راح مقسماً

ما بين مملوكٍ ومولى

عتبت على قومي الرقا

ق البيض قلت لهن مهلا

كم  تكثرين  من العتا

ب وتسمعين القوم عذلا

لا  يبرحون  أماجداً

لكن  رأيت الدهر نذلا

يستنزل العمد الأغر

ر  ويرفع الوتد الأذلا

ويشد  أجدل ساعد

في  قطعه  الباع الأشلا

لم  يرع  إلا  للقويـ

ـيِ وإن بغى عهداً وإلا

فإذا  صدقت  فهيئي

للذود  من أهليك أهلا

قومي  هم شم الأنوف

وإن يكونوا اليوم عزلا

هم  كالحديد وغيرهم

كالعود لا يعتد نصلا

يخفي  له شكلاً ورا

ءَ ثيابه ويريك شكلا

ويميل عنك إذا رأى

في كفه الميزان ثقلا

للظلم  حد في الزما

نِ إذا تجاوزه اضمحلا

لا تستقر بأهلها الـ

ـغبراء حتى نستقلا

وسيعلم المستعمرو

نَ بأن عصر الظلم ولى

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة