إرجعي دولةَ الهوى

بي  لأيامك  الأول

طالعي فات عصره

كل  عصرٍ له دول

فيك للنفس علقةٌ

وصبا النفس لم يزل

فارجعي بي أو احجبي

ذكرياتي على الأقل

يا زمان الصبا وهل

لزمان  الصبا بدل

مر كالطيف وانتهت

معه أشهر العسل

زمناً  كله هوىً

وهوىً  كله قبل

عشت  فيه كنحلةٍ

في  الرياحين تنتقل

من  أقاحٍ  لنرجسٍ

وبهارٍ  إلى  نفل

الليالي بخدمتي

والمنى كن لي خول

ونجومٍ   بروجها

من ستورٍ ومن كلل

إن  بدت من خلالها

هتف السهل والجبل

أو تطلعن في الدجى

كبر الصبح وابتهل

ظفن  حولي كدارةٍ

أين  ما درت أستهل

لم  أسل في جوارها

طلع  البدر أو أفل

إنها  دولة  الهنا

والمسرات والجذل

دولةٌ  جندها المها

وسلاحُ المها المقل

تتبارى بسحرها

تتهادى  من الدلل

في  مغانٍ كجنةٍ

عدن  بعد الصبا طلل

شبت يا قلبُ فاستوى

عندك اليأسُ والأمل

كنت لم ترضَ بالمُنى

صرتَ ترضى بما حصل

قدحت  منك جذوةٌ

مست الرأسَ فاشتعل

أنا  لولاك  لم أقع

في عذابٍ من العلل

رُبَّ   حيٍ  كميتٍ

قبل أن يأتي الأجل

قصتي فيك والضنى

قصةُ الذئبِ والحمل

فسلامٌ على الصبا

أينما حل وارتحل

وسلامٌ  على الهوى

وسلامٌ  على العزل