الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » يا من جنت يده عليه شقاءه

عدد الابيات : 28

طباعة

يا من جنت يده عليه شقاءه

فأحاله قدراً هناك متاحا

قسم الزمان وتلك قسمة عادل

لك  غبنها ولغيرك الأرباحا

جهلٌ  ضللت بليله سبل الهدى

حتى تصورت المساء صباحا

والجهل كالسرسام في تصويره

لك من خيوط خياله أشباحا

ان الكوارث لن تفارق عزلا

لا يملكون سوى الدموع سلاحا

فإذا رأيت الناس صاروا أنسراً

فاخلق اليك مخالباً وجناحا

والقرم من تلقاه فوق سهولها

ليثاً وتحت مياهها تمساحا

هذا  سبيل العاملين فسر به

إن كنت تطلب منهجاً وضاحا

لا  تخش من حنق الجهول فانه

ظن  المراض من العيون صحاحا

فل  الوثوق فلا ترى من ناصحٍ

فينا  ولا من يبتغي استنصاحا

جمحت بنا الأخلاق تركب رأسها

وهناك بؤس زادهن جماحا

كم  عادةٍ لو كنت تفحص كنهها

لم تلف منها في الكتاب مباحا

وتروعني  في الناس حالة خاملٍ

مذ  جاء للدنيا الى أن راحا

متشاغلٍ  بوداع ليلٍ راحلٍ

طوراً  وباستقبال صبحٍ لاحا

الف التعاسة والخمول فلا ترى

طول  الحياة فؤاده مرتاحا

لم يدر ما هي واجبات حياته

حتى استراح بلحده وأراحا

ومغفل حسب النفاق فضيلةً

والجهل  علماً والفساد صلاحا

ما  كان  يعلم أنهن حبائلٌ

لما  دنا منها المغفل طاحا

قل للذي خشي الفضيحة فاختفى

خلف الظلام وأطفأ المصباحا

كي لا يمكن راصداً من فعله

أو كاشحاً لريائه فضاحا

فكأنه  والرزق ضاق بوجهه

جعل الرياء لبابه مفتاحا

أمن  الفضيلة أن تخادع غافلا

لولا الخديعة ما سقاك قراحا

ومقابل بالخدع خدع جليسه

كل  تجنب  منهما الإفصاحا

يتجاملان كخائفٍ من خائف

يخشى عواقب سره لو باحا

لو  ينطق الإثنان عما أخفيا

لرأيت ميناً في الحديث صراحا

يمشي مع الأغراض طوراً مغرماً

بالطعن فيك وتارة مداحا

وتكاد تسكره الوشاية بامرئ

كالمحتسي من خمرةٍ أقداحا

هذا  هو القرح المبرح داؤه

ولرب  قرحٍ  حير الجراحا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة