الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » عصفت بها ريح الهوى فتدلهت

عدد الابيات : 38

طباعة

عصفت بها ريح الهوى فتدلهت

من  ذا يرد الريح عن أدراجها

وتطلعت  في الأفق من أستارها

كتطلع الأقمار من ابراجها

عذراء فاتنةٌ وكم من فتنةٍ

كان الهوى سبباً الى إرهاجها

قد  جاوزت إعصارها وتهيأت

للقطف كالثمرات في إنضاجها

وبدت  ترائبها كماء بحيرةٍ

وكأنما  النهدان من أمواجها

نظرت  رشاقة قدها فتنهدت

وكأنما  خشيت فوات زواجها

خلع الإهاب عليه أجمل حلةٍ

يسمو برقته على ديباجها

ويشف  عن هيف القوام رداؤها

كالراح تظهر من وراء زجاجها

تختال ضامرةَ الحشا لكنها

تتثاقلُ الخطوات من رجراجها

جاءت لتعرضه على مرآتها

من بعد ما عبث الهوى بمزاجها

وتلفتت  لترى انعكاس خيالها

في  ميسها ودلالها وغناجها

وتكف ما قد سال فوق جبينها

من شعرها لتزيد نور سراجها

حتى إذا ما أيقنت من زهوها

واستجلت المرآة عن أحناجها

وتسنمت عرش الجمال تساءلت

من ذا الذي سيكون حارس تاجها

ولمن  تقدم في الغداة حياتها

ومن الذي تهديه جني مجاجها

والغادة العذراء في أحلامها

تتخيل القمرين من أزواجها

تلك الحلوم تكونت من طبعها

وسبابها وجمالها وخلاجها

هي  في شمائلها الرقيقة دولةٌ

بث الهوى العذري من منهاجها

جعلت ضريبتها القلوب وعينت

من  نبل عينيها جباة خراجها

زعموا  الخدور مغيب كل غزالةٍ

إذ  كيف تشرق وهي حلف رتاجها

لم  يمنح الله الجمال عباده

لتضمه الأحجار في أشراجها

كم من حسان قد حرمن سعادة

الدنيا فكانت من نصيب سماحها

لا بأس إن عرض الجمال فإنما

تعتز  كل بضاعةٍ برواجها

ونفائس الدنيا جمال خريدةٍ

تتنافس الأيدي على استدراجها

لن تخصب الأرض العذية دون أن

تدع المياه تسير في أنشاجها

فتشعبت من زعمهم أفكارها

كتشعب  الوديان في أضواجها

وهنالك  استوحت عواطف نفسها

كي لا يزيد العقل في إحراجها

ما كان أشجعها غداة تعللت

من  نفسها بوسيلة لعلاجها

خرجت كزهرِ الأقحوان نديةً

والفضل  للساعي على إخراجها

فاحمر وجه الشمس من إشراقها

خجلاً وغار الصبح من إبلاجها

طافت بها الأنظار فاكتشفت لها

ما  كان قد جهلته من إبهاجها

وتأملت  ذاك الطواف فسرها

بالرغم مما لاح من إزعاجها

فكأنها للحسن كانت كعبةً

وكأنما الأحداق من حجاجها

أيعود يا حواء عصرك بيننا

يوماً على هذي الثرى وفجاجها

عصرٌ به تتسترين من الحيا

بسواقط  الأوراق من أحراجها

لاحت  بوادره  بمصر فانها

قد مثلته على رمال بلاجها

وإذا  الغريزة لم تصادف وازعاً

رأت  الخلاعة حاجةَ من حاجها

كم  رمت أن تلد الليالي ربعةً

يوماً فما جاءت بغير خداجها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة