الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » فقد الناس فيك ثبتاً إماماً

عدد الابيات : 38

طباعة

فقد الناس فيك ثبتاً إماماً

فليعزوا  بفقدك الإسلاما

فقدوا نفس مصلحٍ فيك حر

لم يدنه الثنا ولم يخش ذاما

وأمين  على الشريعة آلى

قدر  ما اسطاع أن يقيها السهاما

أيها المصلح العظيم وداعاً

مثلما ودع الربيع الغماما

شيعتك  القلوب حرى وكادت

من شجاها أن تستحيل ضراما

ومشت خلفك الجموع كسيلٍ

ضاق عرض الفضاء فيه ازدحاما

غلب الصمت والخشوع عليهم

ومن  الصمت ما يفوق الكلاما

كان يحوي الإباء نعشك والإخ

لاص  والزهد والتقى والذماما

رفعوه  أمامهم كلواء

أو  كما في الصلاة كنت الإماما

طوقوه كأنه الحجر الأس

عد  حف الحجيج فيه استلاما

بعيونٍ من الفجيعة عبرى

ودموعٍ  كمزنة  تتهامى

لو  أعالي لبنان يشعرن فيه

ساعة اجتاز لانحنين احتراما

كيف لا تنحني وقدرك أسمى

من  محل الشعرى وأعلى مقاما

يا  أبا السادة الأماجد عذراً

ولو أن الوفا يراني ملاما

عقد الخطب في رثاك لساني

فكأن الخطب استحال لجاما

من نجوم السماء صغت رثائي

لك لو أنني استطعت القياما

لا تكن آسفاً فنحن بعصرٍ

يستطيب الأحرار فيه الحماما

خلق الله هذه الأرض جوفا

ولها نحن قد خلقنا طعاما

كل  يومٍ  لها ولائم منا

وهي غرثى تشكو الطوى والأواما

خلت الشام من وجودك فيها

بعدما فيك قد غبطنا الشآما

وبكتك  المدارس اللات في مسـ

ـعاك  شيدتها بكاء اليتامى

ولقد  عشت في الحياة صريحاً

لا  تماري ولا تجاري الطغاما

فلهذا قد أكبرتك الليالي

وحبتك الإجلال والإعظاما

وإذا ما تنازع الناس أمراً

قرر  الدهر بيننا الأحكاما

لست أنساك قابعاً في ظلام الـ

ـيل والناس هاجعين نياما

بين صفين من تآليف شتى

قد  تكدسن كالنضار ركاما

تتروى فيها لتختار منها

كل ما صح وزنه واستقاما

وعلى  الرغم من بلوغك سناً

تمنح  الشيخ راحة وسلاما

قد حرمت الرقاد عينيك حتى

لم  تدعه  يزور إلا لماما

كنت  لا تمسك اليراعة إلا

ونسيت  الأوصاب والآلاما

وإذا   بارك  الإله  حياةً

زادها  الشيب  قوة واعتزاما

لك  سفر  تركته كهلالٍ

كان لولا القضاء بدراً تماما

صدع البرق في نعيك وجه الـ

ـصبح  فاقتم عارضاه وغاما

وسواد  العراق من جانبيه

أقعد الخطب أهله وأقاما

الأسى  بالغ  عليك ذراه

ومراثيك  ما بلغن المراما

وأقيمت  مآتم لك فيه

سوف  تحيي ذكراك عاماً فعاما

هاك خذها مرثية لك مني

كنسيم الصبا ونشر الخزاما

وسلاماً من مخلصٍ لك يهديـ

ـهِ ولو بت في التراب رماما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة