الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » خسرتك البلادُ ركنا قويا

عدد الابيات : 50

طباعة

خسرتك البلادُ ركنا قويا

ووزيراً  محنكا عبقريا

وأضاعتك فرصة جاد في

ها الدهر هيهات مثلها تتهيا

دوحة  تحمل الكياسة والعـ

ـفة  والحلم والضمير النقيا

كم جنت أنمل العروبة منها

ثمراً يانعاً وقطفا جنيا

وذكاء  بحلها  عرفته

عقد المشكلات زنداً وريا

ونبوغاً  إن جف للقوم وردٌ

ثر  كالعين منه ماءً رويا

صاغ  منك الإخلاص عقداً ثميناً

كان في حرصنا عليه حريا

تتحلى  الأجياد فيه ولكن

رب جيد لا يستحق الحليا

وحبانا  الزمان منك بسفر

جمعت دفتاه نهجاً سويا

فقرأناه  فيك فصلاً ففصلا

وسبرناه فيك نشراً وطيا

أيها الراحل الكريم وداعاً

لا تخل ما لقيت شيئاً فريا

هكذا تجمع الحياة لنشقى

حملاً  وادعاً وذئباً ضريا

علمتنا خداعها نضمر السو

ء ونبدي طلاقة في المحيا

ودعتنا نصور الغي رشداً

في هواها ونمسخ الرشد غيا

فإذا الذئب ضاق ذرعاً كسته

ثوب راعٍ وغيرت منه زيا

هي والله خدعةٌ لا تسر الـ

ـحمق إلا لتحزن اللوذعيا

ليعيش اللئيم فيها سعيداً

وليبقى الكريم فيها شقيا

مستوى خصمك الثرى وعلى الـ

ـخصم ثقيلٌ من مستواه الثريا

لا  يرى نفسه بقربك إلا

قدحاً فارغاً وأنت الحميا

وأنوفاً مصابةً بزكام

لم تطق أن تشم مسكاً ذكيا

إن نفساً ترى الفضيلة إثماً

هي  نفس ترى الأثيم بريا

أخطأت  في حسابها حين ظنت

لك في معرض الهياكل سيا

ليس ما ترفع المواهب شهماً

مثلما  ترفع الظروف الغبيا

كنت أنت الطبيب فيهم ولكن

زهد  الجهل في الداء الصبيا

وإذا كانت البصائر عمياً

فالبراهين  لم تزدهن شيا

وكذا  لو ترى المقاييس فوضى

غلب الصلف في الحياة الحييا

عجمت عودك المواقف حتى

عرفتك المثقف السمهريا

كنت  فيها يداً لصقر قريشٍ

ولساناً وصاحباً ونجيا

تفصح  القول إن وقفت خطيباً

تؤثر الصمت إن جلست هويا

ترهف السمع في البيان فيصغي

لك شوقاً وتحجم اللسن عيا

ولو أن الزمان يعطي لكل

قدر ما يستحق أعطى عليا

ليت أن القضا بمثلك يأتي

فنرى بعدك الخبير الحفيا

إن يكن قد أحالك الموت ذكرى

فهي لم تبرح الحديث الشهيا

قد سبرت الحياة طولاً وعرضاً

وتصفحت  ما  حوته مليا

فإذا  ما عليك بالطول ضنت

فمن الغور قد بلغت عتيا

في  غنىً أنت عن رثائي ولكن

تبعث  الذكريات لحناً شجيا

لا تكن آسفاً فما عفت إلا

زمناً  هازلاً ودنيا بغيا

وعتاةً من نسل قابيل لا تتـ

ـرك في الأرض صالحاً أو تقيا

واستساغت أن تشرب الدم نهلاً

واستطابت أن تأكل اللحم نيا

ودماء يريقها جشع النفـ

ـس فيكثرن في البلاد النعيا

وجم الشعب بعد قتلك حتى

ترك  القتل في القلوب دويا

نافضاً كفه الهزيلة مما

يسكن  الغيظ أو يسلي العزيا

والذي  زاده بفقدك شجواً

زمن ليس بالرجال سخيا

فسلام  عليك يوم فجعنا

بك ميتاً ويوم تبعث حيا

أيها  اللاعبون بالنار كفوا

قبل أن تذهب الجهود صليا

وضعوا  للمهازل السود حداً

واتقوا  بعدهن يوماً قسيا

إن  من لم يفده كل دواءٍ

آن للدهر أن يداويه كيا

عبر  في زمانكم ناطقات

لا  أرى سامعاً لها أو وعيا

ابعدوا النار عن فراش وثير

قد حبتكم به الأضاحي هنيا

إن غرقتم بلذة النوم فيه

أفيبقى الزمان ليلاً دجيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة