الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » يا شبابي لم يصبني لك ذكر

عدد الابيات : 43

طباعة

يا شبابي لم يصبني لك ذكر

أو  يشقني من بعد طيك هجر

خير  عمري أضعته فيك قل لي

أنت  غر أم أنني فيك غر

حكمةٌ للحياة فاتك منها

أن جهد الشباب للشيب ذخر

لست أدري من الملوم اجهلي

بحياتي  وهل لجهلي عذر

أم  محيط نشأت فيه بعيداً

عن معانٍ لهن بطنٌ وظهر

عرفتني تلك الأحاجي بأني

واهمٌ ليس لي بدنياي خبر

ليت أني استيقظت قبل فوا

ت الوقت وهناً أو حينما لاح فجر

كيف ألتذ يا شبابي بذكرا

ك وعقبى ماضيك غبن وخسر

أنا كم بت في لياليك نشوا

ن وما كان في الزجاجة خمر

كنت أرجو في صبحها كل خيرٍ

فإذا  كل  ما  ترقبت شر

طالما  عفت فيك ما هو حلوٌ

طعمه واستحليت ما هو مر

قضي  الأمر أيها الشيب فاصبر

صبر حر ما إن يطل لك عمر

وابتعد عن رياض واديك يا حل

م فوادي الأحلام أجرد قفر

صفحة أنت من حياة أديبٍ

جل  ما عنده خيال وشعر

ظل  كالطائر المغرد في الدو

ح  نهاراً وما له الليل وكر

لم تعوده نفسه المكر يوماً

وسلاح الموفق اليوم مكر

أو مجاراة من يعيش من النا

س كما عاش في المطابخ هر

ليس عندي عصاة موسى فأمحو

سحر  غيري وليس عندي سحر

بل ولا عندي اقتدارٌ كعيسى

أبرئ  العمي كي يروا فيقروا

أنا  خالٍ مما تسلح فيه ال

ناس سراً إن عاقهم عنه جهر

ولكم موقف حسدت به الوح

ش اللواتي لهن نابٌ وظفر

ما الذي يصنع المجرد مثلي

وطريق الفضيلة اليوم وعر

عرف الناس كيف يغتنمون ال

فرص  السانحات حين تمر

وبمرأى  مني استغلوا ظروفاً

منحتهم غاياتهم فاستقروا

غير  أني من دونهم عدت وحدي

ويدي  بعدما تنبهت صفر

والمقادير صيرتني ممن

هم  سفين للعابرين وجسر

عبروا  الجسر والحقائب ملأى

وعليهن  ألف  وزر ووزر

ومضوا آمنين من كل غفلٍ

حولهم والأغفال مثلي كثر

كم  عقارٍ  لمالك وهو حي

ورثوه  وما  لهم فيه عقر

وقصور  على الجرائم شيدت

كل رضفٍ منهن يارب إصر

أغفلوا العدل بالأضاليل عنها

والاضاليل للجرائم ستر

إن في صمتها فصاحة قس

غير أن الأسماع فيهن وقر

رب صمت يملي عليك حديثاً

مسهباً كل لفظةٍ منه سفر

سيريها تقلب الدهر يوماً

أن ما تغنم الجرائم فقر

كل  دورٍ للظلم في هذه الدن

يا  سيتلوه  للعقوبة دور

صولةُ  البغي ساعةٌ ليس إلا

ثم تجلو وصولة الحق دهر

وإذا  الغي لم يزل مستغلا

كل عصرٍ فالقول بالرشد هجر

لغة الناس تتبع المال مهما

كان  في غير جانب المال وفر

فإذا ما افتقرت فالعطر نتن

وإذا ما اغتنيت فالنتن عطر

وسواء  إذا رجعت لعقلي

محزنٌ ما يمر بي أو مسر

غير أني رهن العواطف ثاوٍ

وعلى  النفس للعواطف أمر

ربما  تبعث السآمةُ في نف

سي دار قد عز منها المفر

إذ أرى من صدقته الود فيها

كالذي  بينه وبيني وتر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة