الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » عيش ترصده المنايا ضيق

عدد الابيات : 48

طباعة

عيش ترصده المنايا ضيق

ومني تضيء على الحياة وتغسق

ونهى  يعلل والحقيقة دونه

محجوبةٌ أنوارها لا تشرق

يرجو النجاة غريقها من لجةٍ

ما كان غير النعش فيها زورق

حلم تحاوله العقول وليتها

تقوى وليت الحلم فيها يصدق

من لي بعين الخضرِ أُسقى جرعةً

منها فيرجع لي الشباب الريق

هيهات مالك يا شبابي عودةٌ

بيني  وبينك كل باب مغلق

لا  أنت  لي  ورقٌ ولا أنا بانةٌ

والبان  بعد ذبوله قد يورق

ضرب  الغموض على الحياة حجابه

فارفق بنفسك أيها المتعمق

قصرت خطاك عن الوصول ولم تزل

تدنو  فتبعد أو تعوم فتغرق

مشت العصور على غرار واحد

نفس بها تحيا وأخرى تزهق

والأرض تثمر والمنية تجتني

والليل يجمع والنهار يفرق

والدهر كالبحر الخضم يفيض في

رمم الذين مضوا ويجرف من بقوا

ما لي وللماضي فحسبي شاغلاً

أرق  يساورني وهمٌّ يقلق

ولكل نفسٍ في الحياة عناؤها

فإذا مضيت مضى العناء المرهق

جُبلت على الشجن النفوس فطالما

عيني وثغري ضاحك تغرورق

كم  رحت في الوادي أفتش عن روى

للنفس  فيه وماؤه يترقرق

وأجَلت طرفي في جوانب أفقه

علِّي أرى فيه سناً يتألق

ورجعت نحو الذكريات بخاطري

فإذا  بهن  سحائب لا تغدق

أجميل والدنيا كرؤيا حالمٍ

والمرء  في أحلامها مستطرق

كشف الردى لك ما وراء حجابها

صف  ما هناك فأنت ذاك المفلق

وارسل على متن الرياح قصيدةً

في طيها أرج الحقيقة يعبق

فلقد وقفت على الحقائق وانجلى

لك  من  خفاياها الأدق الأعمق

وظفرت  بالخبر اليقين ولم يعد

شك  به  أو  شبهةٌ تتطرق

وفرغت من شكوى الزمان وأهله

وسلا  فؤادك  ما  به متعلق

وشفيت بعد الموت من ألم الضنى

وأمنت بعد اليوم ممن يحنق

ما  كان أعظمها مواقف حرةً

لك  حين أحجم باللهاة المنطق

زمناً شعور المرء فيه جريمةٌ

والعيش ختل والحياة تملق

ما زلت تملي كل ما أوحى به

فكر لتحطيم السلاسل شيق

والليل داج والعيون هواجعٌ

ما كان فيه سوى الكواكب تأرق

طلق اللسان وكان غيرك صامتاً

لا تتقي والحكم قاسٍ مطلق

فكأنما  لك من يراعك عدةٌ

لكفاحه  ومن القوافي فيلق

حتى  وقاك الله منه وانطوى

أبداً  وظل  لواء شعرك يخفق

للشعر عشت وكان فيك سجيةً

كالماء حين يسيل أو يتدفق

أو كالهزار على الغصون مغردٌ

من  طبعه أو كالعقاب محلق

حتى إذا شاء السكوت لك القضا

ولكل  حي ساعةٌ لا ترفق

طرقتك في الليل البهيم كعاشقٍ

ولهان ينتظر الظلام فيطرق

ودنت  تعاطيك  المنية كأسها

نهلاً  وأنت لشربها مستوسق

فخبت  من الآداب بعدك جذوةٌ

من  قبل غص بها الظلام الأورق

قد جئت والوادي بعينك مجدب

وتركته  وبه غراسك مونق

فلئن حجبت فإن شخصك ماثلٌ

ولئن سكت فإن شعرك ينطق

سيراك فيه كل من يأتي غداً

حياً  ولكن لست حياً ترزق

والمرء  في آثاره وشعوره

متمثل والجسم ثوبٌ يخلق

ونرى  الكثير وجودهم بحياتهم

فإذا  مضوا فكأنهم لم يخلقوا

لا تأسفن على الحياة بموطن

خسر اللبيب به وفاز الأخرق

صفحاته  ملأى بكل مُماذق

أما  الأديب  بها فسطر ملحق

واعتاقه أدب بطالعه كبا

ودعا الألى هم دونه أن يسبقوا

بعثت بذكراك الجوانح نفثةً

منها غشاء الصدر كاد يمزق

نم  في  جوار الله نومة آمن

فالله  فيك أبر منك وأشفق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة