الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » نال فيك الغرب يا علم المراما

عدد الابيات : 43

طباعة

نال فيك الغرب يا علم المراما

فغدا  لم يرع للشرق ذماما

أيها  العلم ولولاك لما

أزعج  الغازون في الليل النياما

إن  تكن غاية ما تطلبه

كل نفس منك بغياً وانتقاما

فابتعد  يا علم واتركنا سدىً

فلقد أصبح مرعاك حراما

أشرقت شمسك في الغرب ولم

نر  من  آثارها إلا ظلاما

رب  شر  سنح  الخير به

ودواءٍ  أولدوا منه سقاما

لست  ممن حبذوا الجهل ولا

بالذي عن شرف العلم تعامى

إنما  قد ساورتني ريبةٌ

جعلتني أنظر الماء ضراما

أنت عن لم ترض فيما فعلوا

فلماذا  اخترت في الغرب المقاما

وردوا  منهلك العذب ولم

يوردوا  غيرهم إلا حماما

ملأوا  باسمك أرجاء الثرى

قاذفات  تنفث الموت الزؤاما

ودعوها رحمةً تحملُ في

طيها  للناس برداً وسلاما

عد  إلى الشرق لتبدي لهم

كرم  الانفس والقوم الكراما

وأتِ  قوماً لك في تاريخهم

أرج طبق يا علم الأناما

وتنصل  من دماءٍ أهرقت

ولها باسمك قد سلوا الحساما

يا بني الشرق خذوا العلم ولا

تجعلوا منه إلى الظلم دعاما

واتقوا  عاديةَ الدهر به

فهو العروة لا تخشى انفصاما

واكشفوا فيه القذى عن أعين

لم تكد تبصر في الصبح الأماما

هذه  الشمس تجلت لكم

وأماطت  عن محياها اللثاما

ومضى الليل فسيروا خبباً

كيفما شئتم عراقاً أو شآما

جعل  الله  لكم أوطانكم

فاحذروا أن يملك الغير الزماما

ودعتكم للعلى آثارها

فأعيروها  التفاتاً واهتماما

إنما العيش خصامٌ وبه

يحرز  النصر من اسطاع الخصاما

وقضى الدهر بأن يختطف ال

ضيغم  العجماء والصقر الحماما

فاجعلوا  الوحدة  درعاً لكم

إنما الدارع لا يخشى السهاما

وخذوا  العبرة من تاريخكم

كيف  آل الأمرُ بالملك انقساما

لا  يسوس الملك شعبٌ لم يكن

من  رضاع العلم قد جاز الفطاما

يا  نداماي  وما قيمة من

ترك  اليقظة للدهر وناما

أنا  لا  أعرف  إلا  بطلاً

صارع الباطل أو بالحق قاما

جعل  العفة من أثوابه

ورأى الإخلاص فرضاً فاستقاما

أبت  الحرمة نفسي لامرئ

حسب  العيش شراباً وطعاما

هيكل ألبسهُ الدهر من الـ

ـوشي  برداً ومن التبر وساما

فاصرفوا  الأقداح عنا فرغاً

واحفلوا بالأكؤس الملأى مداما

نحن في عصرٍ يرى الغرب به

ضعفاء الرأي في الأرض سواما

دولة  الأصنام زالت ومضى

عصر من يحني لها الرأس احتراما

لا  تلوموا الدهر في أعماله

إنما العاجز من يبدي الملاما

أيها القطر الذي في مجده

ضارع  النجم علواً ومقاما

كلما  رمت  أناجيك بما

في فؤادي قطع الدمع الكلاما

لك  من عهد حمورابي على

سائر الأقطار فضلٌ لا يسامى

وعلى  آثاره  قد شهدوا

أنك المبدع في الأرض النظاما

ودعاك  العلم  من أشياخه

فلماذا صرت يا شيخ غلاما

هل أعرت الشيب أيام الصبا

أم  تراجعت إلى دور اليتامى

بدأ  العلم بمغناك فهل

فيه تحظى اليوم بدءاً وختاما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة