الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » قابلت نعيك من ربوع الشام

عدد الابيات : 29

طباعة

قابلت نعيك من ربوع الشام

في  مقلةٍ عبرى وقلبٍ دام

أنكرت من جزعي عليك سماعه

وظننته  من مرجف نمام

ولبثت بين مصدقٍ ومكذب

والنفس  تغري الشك في إيهامي

فلقد عهدتك غير شاكٍ علة

بدمشق  في يوم من الأيام

ولرب  مضنى داؤه إحساسه

والحس قد يودي بنفس همام

ولرب ذي جلدٍ على حر الظما

قد ظنه الريان ليس بظامي

ضدان في هذي البلاد أراهما

سعة الشعور وصحة الأجسام

فالآن عدت إلى الصواب وليته

خطأ وليت الداء غير عقام

ورجعت أسأل كيف صيرك الردى

كالطيف يغشى أعين النوام

لم تبق إلا الذكريات بخاطري

والذكريات  وليدة الأوهام

لتزيدني ألماً إذا ما استعرضت

نكبات مثلك في الحياة أمامي

إن الحياة سلاسلٌ مربوطةُ ال

حلقات من غدرٍ ومن إجرام

لا تؤثر الدنيا اللئام بموطن

إلا  لتحرمه  وجود كرام

ما  كان ذنبك عندها إلا يداً

لك  لم تلوثها بكل حرام

ولرب  ذي أدبٍ يبيت على الطوى

مستكفياً  بموائد الأحلام

لله ما أقسى المنية إن دنت

من  ماجدٍ حر الضمير عصامي

فكأنها لا تستقر إذا رأت

نفساً  مبرأةً  من الآثام

لو  كنت مستمعاً رثائي بعدما

أصبحت في منجى من الآلام

لرأيت أولى بالرثاء معاشراً

من  أعظمٍ تحت التراب رمام

ضعفت نفوسهم ولما استيأست

رضيت  تزاول مهنة الخدام

كالقار داسهم الهوان فأصبحوا

للعابرين  مواطئ الأقدام

رجعوا لعصر السامري وألهوا

شهواتهم  بدلاً  من الأصنام

لا ينمحي ظل الغواية منهم

ما  لم  يجلله الردى بظلام

فكأنهم  ربوات رمل عاقرٍ

ينهل فيها الغيث وهي ضوامي

ويكاد يوصم بالبلاهة بينهم

من  فيه مسكة عفةٍ وذمام

نم  هادئاً إن المنية فرجةٌ

تحمي الأباةُ بها من الإرغام

ما قيمة الدنيا إذا جبلت على

أن لا يعيش الحر غير مضام

في ذاك قد حكم القضا واللغز في

أحكامه  عسر على الأفهام

ما العمر إلا فترةٌ محدودةٌ

يا  ليتها لو تنقضي بسلام

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة