الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » تخشع النفس هيبةً من جلال الموت

عدد الابيات : 39

طباعة

تخشع  النفس هيبةً من جلال الـ

ـموت  إن حل في عظام الرجال

فكأن  النفوس لم تتوقع

للردى  جرأةً على الأبطال

هكذا  صورتهم العبقريا

ت  وجاءت منهم بأعلى مثال

وتراأوا في الأرض من فلتات الد

دهر  أو من خوارق الأعمال

يبتلي الله بالنبوغ عقولاً

ليريها سعادةَ الجهال

نثرت من فرائد الفكر ما لم

يكنز البحر مثلها من لآل

يتحلى بها الخلود كعقدٍ

تتحلى  به ذوات الحجال

نشق الغرب عرفها فتلقا

ها بعين الإعجاب والإجلال

ولآياتها  اهتدى حين كان الـ

ـشرق عنهن راسباً في الضلال

أيها الراحل الذي كان يشدو

وهو رهن القيود والأغلال

مثلما تصدح الطيور صباحاً

من  وراء الأقفاص والأقفال

كنت كالدن حين كان مليئاً

بالحميا وها هو اليوم خال

لم تصل للكمال نفس ولكن

كدت فيها تجتاز باب الكمال

أدب  لذت  من شجونك فيه

عدت منه بمعجزات الخيال

خطرات شفافةٌ ككؤوس

من  رحيق معتقٍ سلسال

أو  نسيمٍ بين الرياض بليلٍ

أو  كماءٍ عذب المذاق زلال

وأرق  الشعور مصدر ما في

أهله من شجىً ومن بلبال

كنت  ألفيت في الخيال مجالاً

حين لم يبق في الفضا من مجال

ودرست  الحياة درس طبيبٍ

عاجزٍ عن علاج داءٍ عضال

ظلمات  من فوقها ظلماتٌ

لم يؤثر بها بصيص ذبال

ما  ألذ الأوهام عند أريبٍ

أوقرته  الحياة بالأثقال

رب أمرٍ حرمت منه حقيرٍ

غير  أن الحرمان فيه يغالي

كم  رأيناك في مواقف شتى

آسفاً من ضياع تلك الغوالي

لا  تلم فالحضيض ليس بواعٍ

لصدىً  رددته هام الجبال

وحقيقٌ  بأن يضيع عبيرٌ

طاح في حمأة من الأوحال

إن بعض الآراء طوراً تؤدى

بكلامٍ وبعضها بالنصال

والذي حال دونه الجهل منها

ستؤديه  نائبات الليالي

رحت والحرب لا تزال سجالاً

والتفاني غايات هذا السجال

تمطر  الطائرات فيها أديم الـ

ـأرض  ناراً  كعارض هطال

صنعت  بالديار ما تصنع الدن

يا  فردت لأسفل كل عال

ضاعفت وحشتي وقلت لنفسي

ليتني عدت للسنين الخوالي

طاب  لي العود لو قدرت عليه

والقضا لو أراد راحة بالي

ليت أن الحياة قد وقفت بي

عند تلك الرسوم والأطلال

عند تلك النواظر اللات حولي

غمرتها سذاجة الأطفال

عند  تلك التقوى التي تعصم القلـ

ـب  من الظلم والهوى والضلال

عند ذاك التسليم لله بالأمـ

ـر وذاك الرضا على كل حال

حيث كان الضمير أرفع شأناً

ومقاماً من كل جاهٍ ومال

ذلك  النور  لا يزال مضيئاً

في ظلام الماضي من الأجيال

أتمنى ما لن يكون ولكن

متمنى المحال غير محال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة