الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » طرق الباب حالماً بلقاها

عدد الابيات : 54

طباعة

طرق  الباب حالماً بلقاها

ودجى  الليل للصوص معين

واحتمى  بالجدار كي لا تراه

عين  جار  وللجوار عيون

لليلة مدلهمة صادفته

ورياح  قد  مسهن جنون

والمصابيح بينهن وبين الر

ريح  قامت هناك حرب زبون

بعضها خامد وفي البعض منها

رمق  ظل  يختفي ويبين

وتراءى  له  بكل  مكان

من زوايا الطريق واشٍ كمين

كان  يدري أن ليس في البيت إلا

ذات بعل وزوجها مسجون

من  بقايا المخدرات اللواتي

لم  تدنس أجسادهن العيون

ظنها اللص فرصة فإذا لم

يغتنمها  فإنه مغبون

كيف لا يستغلها وهي صغر ال

كف  والبيت عنده مرهون

عالماً أن بيعه في يديه

وهو  حق  يقره القانون

أين  تأوي  إذن ولم يبق إلا

ه لها ملجأ عليها أمين

وستضطر أن تلين فإن ال

فقر  نارٌ بها الحديد يلين

هكذا جاء يطرق الباب ليلاً

لم تشاوره في رضاها الظنون

جن  في  حبها غداة أتته

ولدعج العيون سحر مبين

تبتغي أن يؤجل الدين عاماً

وعلى الله بعده ما يكون

وتصدت  له بعيني مهاةٍ

فيهما قسوةٌ وفي النطق لين

ظل  يصغي لها ويلحظ قداً

يتثنى  كأنه الياسمين

مسترقاً من صوتها نبراتٍ

أطربته كأنهن لحون

فتنته بما رأى فتناسى الد

دين  وانصاع للهوى يستكين

وأسرت  له  بروق الأماني

أنها  في جمالها تستعين

وستعطيه نفسها دون أن ير

شح  كالمحصنات منها الجبين

وقفت خلف بابها وظلام ال

ليل تعلوه وحشة وسكون

تسأل الطارق الغريب وتخشى

ما  يوافي به الزمان الخؤون

هي في البيت وحدها لا قريب

من  ذويها ولا حمي معين

فأجاب  الهوى المبرح فيه

إن في الباب سائلاً يستبين

لا  تخافي  فعنده لك سر

في حشايا الضلوع منه دفين

لك  فيه الهناء والأمل الضا

حك  والساعد القوي المكين

نفحات لا توصدي دونها البا

ب  فما عافهن عقل رصين

جفلت  من جوابه واعترتها

هزة  مثلما تهز الغصون

ورآها  تنكرت  منه لما

عرفت  أنه  بها مفتون

ليس  يدري أن النبيلة منها

ولها وازع وحصن حصين

لغة  النبل ليس يفهمها من

حملتهم  من الحرام البطون

لم يجد غير خدعها من سبيلٍ

ولو  أن الخداع جبن وهون

فانبرى قائلاً إليها اطمئني

إنني  فوق ما طلبت ضمين

ليس يشقى من كان مثلك بينا

أسعد الناس في يديك رهين

إن للنفس والشباب حقوقاً

يخسر العمر من بها يستهين

ومن  الظلم أن يضيع جمالٌ

خصك  الله فيه وهو ثمين

قد جمعت المحاسن الغر لكن

لم  يقدرك  زوجك المأفون

حرري النفس من قيود ظنون

فالمسرات وحدهن اليقين

ودعي  عنك ما حرصت عليه

من  معانٍ قد غيرتها السنون

ذاك  عصر مضى ونحن بعصر

عنده المجد ما حوته اليمين

لا تهم الأدران عصرك إن ال

مال  فيه لغسلها صابون

اقتني المال وادعي ما تشائي

ن  من المجد فالحياة مجون

كم  دعي  لماله انتسبوه

وهو  منهم بالإحترام قمين

كل دنياك ضحوة فاغنميها

فوشيكا يغشاك ليل دجون

سخرت من خداعه ثم قالت

كل  صعب دون العفاف يهون

لا تخلني كأساً فإن كنت تبغي

نشوة الخمر فالكؤوس مئين

كف عني لا تحسب الفقر عاراً

ليس  دون انتهاك عرضي دون

يذهب المال ثم يرجع لكن

هل يطيق الرجوع عرض مصون

كل  دين وإن تقادم عهداً

ليس  ينساه دائن أو مدين

من  يكم الأفواه ويحك عني

إن تحدثن والحديث شجون

كيف أستنزل العقاب بأهلي

وبزوجي  البريء وهو سجين

فخف الله إن تدن فيه أو عش

عيش حر إن لم يكن لك دين

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

3

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة