الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » لا عشت لصاً في ثياب عسيس

عدد الابيات : 46

طباعة

لا عشت لصاً في ثياب عسيس

ولبست بين الناس غير لبوسي

حتى إذا أخذ الزمان بساعدي

أنشبت  مخلب أصيدٍ بفريس

عفت المظاهر للمصاب بعقله

وتبعت إثر تجاربي ودروسي

الريب حبب لي مجالس خلوتي

والشك  زهدني بكل جليس

وطفقت أنظر للكثير من الملا

نظرات مرتاب على جاسوس

ولكم  رأيت الشر أنجح عامل

بلغ المآرب فيه كل شريس

لم  يتخذ إبليس رباً معشرٌ

لو  يأمنون الشر من إبليس

والناس  من سخف الحياة يروقهم

عاتٍ  عليه مظاهر القديس

فوضي وما برحت تبرر فعل من

وجدته أتقن مهنة التلبيس

وكذا  حياة الناس وهي قصيرةٌ

ملأى  من التدجيل والتدليس

فلذا نفضت من الأنام أناملي

وملأت  من كنز القناعة كيسي

وكفيت نفسي شر من طلب الغنى

كيما  أنزهها عن التدنيس

بالله  عاصمة العراق ألا انظري

نوح الثواكل في جوار عروس

ضيعت رشدك بين أهوج ملؤه

شره  وآخر جاهل غطريس

وسخيت بالأموال ما شاء الهوى

إلا  على العمران والتدريس

فاستغرقي اللذات فيها واملأي الـ

ـحانات من صرعى هوىً وكؤوس

لا  غرو إن واديك صوح شيحهُ

فالعود قد يخضر بعد يبوس

لولا  المحول لما رأيت نعامةً

فيك استعارت حلةَ الطاووس

ولما شهدت وفي الحياة عجائبٌ

نفساً تعيش على هلاك نفوسِ

داراً تشاد على خراب منازلٍ

وذنائباً تعلو بخفض رؤوس

ليت الذي رصد الكواكب مخبري

من  ذا رماك بطالع منحوس

إني  لتعروني عليك هواجسٌ

توحي إلي بكل أمرٍ يوسي

شتان بين حمى تفرق أهله

وحمىً بوحدة أهله محروس

يا  بقعة الوادي المقدس لم أزل

برفيع مجدك معلناً تقديسي

كلفاً بصرح علاك وهو يفوق ما

قد قيل عن سبإ وعن بلقيس

وأراك  أول كوكب من نوره

انبعثت  أشعةً أنجم وشموس

لا تحملي قصدي على ما لم يجل

في خاطري فالقول غير هسيس

ضمنته المعنى الصريح وما به

ضربٌ  من التوشيح والتجنيس

صوت قرعت به المسامع قاصداً

ما يقصد الرهبان بالناقوس

ما خنت عهدك في الهوى يوماً ولا

أبديت  عنك الميل خوف دسيس

أنا من دعاتك في الوفاق ولم يدن

بسواه عندي غير كل خسيس

وإذا القلوب تضامنت في موقفٍ

أفضت بأعظم عدةٍ وخميس

تنقاد طوعاً لو تولت قودها

أيدي كماةٍ في المواقف شوس

رفقاً بشعبٍ غارقٍ في جهله

لم يبق منه الفقر غير نسيس

والداءُ  سهلٌ في يديك علاجه

لو  تطفرين بحاذق نطيس

ماذا عليك لو اهتممت بشأنه

حتى يعيش بخاطرٍ مأنوس

عربٌ  عراقيون لم يستوطنوا

أرضاً  بأنقرةٍ  ولا تفليس

ضيقٌ  هنالك آخذٌ بخناقهم

مني برخو الحبل للتنفيس

عبثت بهم أيدي الجباة وبدلت

نوبُ الزمان سعودهم بنحوس

عن حقهم ناموا ومن شأن الكرى

أن  يوقع النوام في الكابوس

وإذا استبد رئيس شعبٍ جاهلٍ

فليشكرن جهالة المرؤوس

يا  ساكني دور النعيم ترفقوا

في أنفسٍ سكنت ديار البوس

ودعوا الضعائن يا حداة فإنها

ملت  من الإدلاج والتغليس

علت الظهيرة وهي تمشي القهقرى

ونأى  المراح بسيرها المعكوس

لم يبق فيك من السراج وزيته

يا ليل غير ضخامة الفانوس

لمن البلاد غداً إذا هي أقفرت

إقفار بيدٍ من وجود أنيس

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة