الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » ماذا حدا بك فاعتزمت رحيلا

عدد الابيات : 51

طباعة

ماذا حدا بك فاعتزمت رحيلا

وتركت مصر إلى القضا والنيلا

أرأيت  أعباء الحياة ثقيلة

أم  صرت من مطل الزمان ملولا

أم  رحت من جَور القويِّ مغاضباً

أم  قد وجدت مدى الجهاد طويلا

حاشاك لم نعهدك إلا صارماً

قد أرهفته يد الخطوب صقيلا

ثبت الجنان لو انَّ ماضي عزمه

لاقى  ذرى جبلٍ لخر مهيلا

وإذا ارتقى أعطى المنابر حقها

لا  يستعين بكل قولٍ قيلا

تصغي مسامعهم إليه كأنما

يلقي  عليها الوحي والتنزيلا

وتحدق  الأبصار فيه كغائص

في  لجةٍ يستكشف المجهولا

ويهزهم طرباً بليغ خطابه

فكأنه  غيث أصاب محولا

يتدبرون  بكل معنى حجة

وبكل رأيٍ يرتأيه دليلا

حتى  كأن  الله شاءك داعياً

في أرض مصر وحامياً وكفيلا

لم أدر إذ ذهب الردى بك مسرعاً

وبفقد مثلك لا يزال عجولا

ما  ضر لو كان افتداك بخائن

قدر  فدى  بالكبش إسماعيلا

أزعيم وادي النيل كيف تركته

ظهراً أجب وساعداً مشلولا

ومضيت  عنه وفي فؤادك حاجةٌ

أن لا تغادر في البلاد دخيلا

حفوا بنعشك والعيون دوامعٌ

حتى غدا من فيضها مبلولا

وتزاحمت  أيديهم وشفاههم

ذي فوقه ضماً وذي تقبيلا

وكأنما  التجأوا إلى أعواده

لما رأوك بقلبه محمولا

أوقعتهم في حيرةٍ من أمرهم

وتركتهم لا يهتدون سبيلا

فلذا رأينا غير رزئك هيناً

ولذا رأينا الخطب فيك جليلا

لا غرو إن أبدى القوي شماتةً

فلقد هتكت حجابه المسدولا

وأريته  في أرض مصر مناعةً

وبسالةً وكياسةً وعقولا

ما انفك يومك في خصومك عاصفاً

حتى  قضيت فعاد بعد بليلا

هم  كلما عجموك زدت صلابة

تأبى  على حكم القوي نزولا

وتهيبوك  وأنت  فردٌ واحدٌ

والفرد مثلك يستحيل قبيلا

حتى إذا قطعوا الرجاء استنصروا

في  خذلك التهديد والتهويلا

طوراً يقيمون الضجيج وتارةً

يستعرضون الجيش والأسطولا

والخيل  تعثر بالحراب كأنما

أصبحت  في أرجاء مصر غولا

أو  ملبداً ملأ الفضاء زئيره

لكنه  اتخذ المنابر غيلا

يغضون عنك وأنت غاية قصدهم

فكأنما يغدون حولك حولا

لله قلبك والخطوب تنوبه

لو  كان عضباً لاستحال فلولا

من  يأت مثلك بالعظائم في الملا

يستوجب التعظيم والتبجيلا

وحدت منهجهم وكان مبعثراً

وشددت  عقد نطاقه المحلولا

وجيمعهم  بك آمنوا فكأنما

كنت المسيح وقولك الإنجيلا

قسماً بحزمك في مواقف جمةٍ

ما كان فيها غيرك المسؤولا

لو كان من ملك القلوب دعوا به

ملكاً لكنت الرابح الإكليلا

كم موقفٍ لك والمشاكل طلعٌ

كالجيش يستبق الرعيل رعيلا

فكشفتها من بعد ما عالجتها

وهناً معالجة الطبيب عليلا

ولقد بلغت من الزعامة مبلغاً

لم  تبق  بعد لآملٍ مأمولا

ستظل  رمزاً للحياة مخلداً

يحفى بك الأبناء جيلاً جيلا

ليس  الأمين بكل قومٍ خافياً

عنهم وليس خؤونهم مجهولا

ولربما أغرى المضل بفعله

جهل  الألى لم يدركوا التضليلا

إني  أشاهد في الحياة غرائباً

قد  جاوزت بحدودها المعقولا

لو  كنت تسمعها لقلت رواية

هزلية أو خلتها تخييلا

رهط بها رقصوا ورهطٌ أصبحوا

بوقاً  بأيدي غيرهم وطبولا

وهناك رهطٌ آخرون لجهلهم

راحوا  يظنون البعوضة فيلا

وتحفظوا حذر الغريق لأنهم

رأوا السراب فصوروه سيولا

وحلت  مرارة عيشهم فرضوا بها

أرأيت يوماً حنظلا مأكولا

رحماك ربي من مدارك معشرٍ

كالطفل  يتخذ العصي خيولا

وأمر  شيءٍ  أن تحل بمربعٍ

لم تلق فيه سائلاً ومسولا

هذي  متون  غرائبي أجملتها

وتركت  للمستقبل التفصيلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

13

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة