الديوان » العراق » عبد الحسين الأزري » ذكرت الجنان وأنهارها

عدد الابيات : 46

طباعة

ذكرت  الجنان  وأنهارها

غداة  تنسمت  معطارها

مغاني تبدون بهن الحياة

تكاد تضاحك أحجارها

كخط المجرة لكن من

حسانٍ الخرائد أقمارها

أراد  الغله لحور الجنان

مثالاً على الأرض فاختارها

حرائر عيناً سحرن العيون

كسحر الكواكب سمارها

هبطن عليها كسرب الحما

م اتخذن المغاني أوكارها

كأن  الخمائل  من فوقهن

نثرن على الأرض أزهارها

سقاني عقاراً بهن النسيم

فلم تبلغ الخمر آثارها

نسيم إذا نشقته المراض

شفاها  وجدد أعمارها

يرق  فيسكرني  نشره

ويقوى فيسكر أشجارها

فما  زال ينعش روحي بها

وما  زلت أشكر خمارها

إلى  أن رجعت سليب الفؤاد

وودعت   الدار   زوارها

وأيك  تعانق أغصانها

كما عانق الطلع نوارها

لبسن مطارف خضراً وصغـ

ـن من الثمر الغض أزرارها

رفعن عن السوق أذيالهن وخُضـ

ـنَ  من  الزهو أنهارها

كأن  الغواين منها اقتبسـ

ـن رفيف الثياب وإقصارها

تخال المناظر أسطورةً

قد ابتدع السحر أخبارها

تصيب القرائح من وحيها

فتملي  على الطرس أشعارها

تقول  هلم وخل السبيل

لروحك تسبق أطيارها

هنا لغة الحب إن كنت قد

أتيت  لتسبر أغوارها

سل الأعين الدعج عنها فإنـ

ـنَ بتلك الطلاسم أسرارها

وقيثارة  من خرير المياه

تجس الطبيعة أوتارها

تظل   تكرر  ألحانها

ويستعذب السمع تكرارها

جلست بجانبها مصغياً

ونفسي  تجاوب أفكارها

تحدثني  عن حياة الشباب

وقد غير الشيب أدوارها

وكان  لها باعث من مها

مررن  فألفتن  أنظارها

فقلت اقصري الطرف فالطيبا

ت غضضن عن الشيب أبصارها

وليس سوى ريعان الصبا

شراك  الظباء وأوجارها

رأيت الجمال كنبع يفور

وأحلى  الينابيع فوارها

بوادٍ  يعد  من المعجزات

ومن  ذا يحاول إنكارها

يصور  كالموج أشجاره

متى ترسل الريح إعصارها

إذا  ما تموَّجن خلت البيوت

سفيناً تصارع تيارها

منازل غطت عليها الرياض

فغابت وأخفين أنوارها

تباركت  يا رب في حسنها

وباركت  يا رب أثمارها

وداعاً مليكة تلك الربوع

سقتك  السحائب مدرارها

تركتك  والنفس لم تقض من

أطايب  واديك أوطارها

وما كنت ضيعت معنى الحياة

لو  أني به عشت معشارها

دمشق وهل كان إلا بنوك

إذا عدت العرب أحرارها

وهل كان قبلك من علمت

صعود المشانق أبرارها

رمتهم  فروق  بسفاحها

ليأخذ  في قتلهم ثارها

هنيئاً لك اليوم في دولة

تمتع  بالدار ديارها

أبت  نفس خصمك إذعانها

ولكن قضى الله اجبارها

وقال اشكرونا فقلنا نعم

كشكر الضحية جزارها

يحييك  من أخرسته الظروف

وجرعه الصمت اكدارها

تهون  المنية عن علةٍ

أعالج بالصبر أخطارها

يقاسي  فؤادي آلامها

ويخشى لساني إظهارها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الحسين الأزري

avatar

عبد الحسين الأزري

العراق

poet-Abdalhussein-al-Azri@

221

قصيدة

1

الاقتباسات

2

متابعين

عبد الحسين بن يوسف الأزري. شاعر صحفي عراقي، من أهل بغداد.ولد سنة 1880 م/ 1298هـ , أنشأ جريدة (المصباح) سنة 1911 - 1914 ونفي إلى الأناضول في الحرب العامة الأولى. ثم ...

المزيد عن عبد الحسين الأزري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة